لست أفهم كيف تكون الحكومة في عطلة والدولة تجلس على بركان من نار؟ وكيف يذهب الوزراء للاستجمام والشعب يقطع الطريق لأنه لا يملك كهرباء ولا ماء؟ نهق حماري نهيقا مخيفا وقال... هو حس المسؤولية الذي يفتقدونه، فلا يمكن أن تتصور وزيرا واحدا يفكر في الشعب طول السنة... إذن كيف سيفعل وهو في عطلة؟ قلت... ربما الوزراء أيضا تعبوا ويحتاجون للراحة؟ ضرب حماري الأرض بحافريه وقال صارخا... تعبوا نعم ولكن من الراحة وليس من العمل يا صديقي... تصور أن الحكومة لم تجتمع من مدة ولم تناقش أي مشروع ولا حتى مسودة مشروع. قلت... مشاريع هذه السنة كلها موجهة للشطيح والرديح... لا تنسى أنها سنة الاحتفالات بالخمسينية؟ نهق من جديد وهو يصرخ من الحرارة الشديدة التي أهلكته من جهة، ومن الأخبار الكارثية التي تأتي من جهة أخرى. قلت له... الوزراء أخذوا عطلهم وأنت لا تريد أن تعطّل مثلهم؟ قال ساخرا... وهل أملك ما يملكون حتى أسمح لنفسي بعطلة بعيدة عن المشاكل؟ قلت... معك حق حتى البحر أصبح يديره بلطجية الشواطئ ودخل في إطار الخوصصة... يعني كل عومة بالدارهم. قال حماري وهو يكاد يختنق من الرطوبة... الدنيا سايبة والبلاد لا يوجد من يحكم فيها لماذا لا يستقوي إذن الضعيف على الضعيف؟ قلت... فعلا هذا ما يحدث وأصبح الفقير أيضا يبتكر طرقا للاحتيال والنصب على غيره من الفقراء. قال... يعني الشعب يسرق نفسه عندما فشل في استرجاع حقه من هؤلاء. قلت... يا حماري هل كل ما في حاسي مسعود لا يكفي حتى نعيش في هدوء؟ قال ساخرا... حاسي مسعود أيضا تخوصصت مثل البحر والباركينغ وأصبح الدخول إليها بالفيزا.