استمتع الجمهور القسنطيني على مدار ليالي نهاية الأسبوع الماضي من الأربعاء إلى الجمعة، بمشاهدة اللوحات الكوريغرافية الراقصة ذات الطراز الفني والتقني المتميز التي صنعها أزيد من 500 فنان جمعهمئالكوريغراف اللبناني كركلا في ملحمة أبطال القدر.. .. الرائعة التي جسدت كفاح الشعب الجزائري، وعادت بالجيل الحالي إلى مراحل هامة رسمت تاريخ الوطن بدءا بمقاومة الاستعمار وانتزاع الحرية المسلوبة وصولا إلى ثورة البناء والتشييد، وما تخللها من أزمات استطاع الجزائريون التغلب عليها بالتحدي وروح المصالحة، وهي محطات قاد القطار لأجل عبور كل واحدة منها رجالا تركوا بصماتهم في تاريخ الجزائر المستقلة واستطاعوا العودة بها إلى مصاف الدول الكبرى بعد 132 سنة من الاستدمار، كان كفاح سبع سنوات سبيل إنهائها وعشرية سوداء كان لابد من المصالحة لحقن دمائها. وعلى مدار السهرات الثلاث عجّت مدرجات ملعب الشهيد عبد المالك رمضان بالعائلات القسنطينية التي سجلت حضورها بقوة لمشاهدة العرض الذي استثمر فيه مخرجه التراث الغنائي والموسيقي الجزائري لوضع ألحان وترتيب رقصات عكست كل واحدة منها الامتداد العميق للثقافة الجزائرية في عمق التاريخ، وكانت كافية لتزيين اللوحات المتنوعة التي جسدت على مدار ساعة ونصف من الزمن لفترات ارتبطت بالشخص الذي حمل مشعل الثورة بين كفاح ضد الاستدمار وتشييد وبناء بعد الاستقلال ممثلين في أبطال ثورة التحرير والرؤساء الذين تعاقبوا على كرسي الحكم وكانوا حاضرين من خلال خطبهم ومقولاتهم المأثورة التي أثّرت بشكل كبير في نفوس الحضور وعبروا عن ذلك بالتصفيق تارة والزغاريد وعبارات الشكر والتقدير في مرات أخرى. هذا، وقد أجمع كل من شاهد العرض على نجاحه، خاصة وأن أبطاله شباب استطاعوا في أول ظهور لهم أن يفجروا طاقاتهم ومواهبهم الفنية الجلية والكامنة في الرقص والغناء والتمثيل، كما رأى آخرون أن العمل الذي جمع فيه مخرجه بين مراحل مختلفة من تاريخ البلد كان ناجحا إلى حد بعيد ويستحق التشجيع. تجدر الإشارة إلى أن المسرح الأثري بتيمقاد سيكون المحطة المقبلة لأبطال الملحمة، ابتداء من ليلة 2 أوت القادم وهي المدينة الرابعة التي سيتمكن سكانها من مشاهدة الملحمة بعد سكان ولايات العاصمة، وهران وقسنطينة.