ضعف الإنارة داخل النفق والتسربات المائية سببان أساسيان في الحوادث لا يزال نفق خراطة الذي يتوسط الطريق الوطني رقم 9 الرابط بين ولايتي بجايةوسطيف يحصد الأرواح حيث تسبب حادث المرور الذي شهده ليلة الأربعاء إلى الخميس بعد اصطدام تسلسلي بين سيارتين وشاحنة في مقتل ثلاثة أشخاص وجرح آخرين يضافون لأربعة قتلى لقوا حتفهم قبل 10 أيام في نفس المكان... وحسب مصالح الحماية المدنية لدائرة خراطة فإن هذا الحادث جاء بعد تجاوز خطير قام به أحد سائق السيارتين ويبلغ من العمر 35 سنة قبل أن يصطدم بسيارة كانت في الاتجاه المعاكس وكان على متنها شيخ في العقد السابع من عمره وأضاف ذات المصدر بأن الشاب والشيخ لقيا حتفهما بعين المكان بينما توفي ثالث الضحايا لحظات بعد وصوله إلى مستشفى خراطة متأثرا بالجروح الخطيرة التي تعرض لها. وهذا الحادث لا يعد لا الأول ولا الأخير من نوعه بالنفق الذي وبالرغم من التحسينات التي أدخلت عليه مؤخرا بعد سنوات من الإهمال واللامبالاة إلا أنه لا يزال يحصد الأرواح حيث شهد قبل 10 أيام حادثا مماثلا تسبب في مقتل 4 أشخاص وجرح 6 آخرين. أما عن سبب كثرة الحوادث فتعود إلى الوضعية المزرية التي يوجد عليها النفق حيث أنه وبالرغم من التحسينات السطحية التي أدخلت عليه مؤخرا إلا أن افتقاره لشروط السلامة وضعف الإنارة بداخله جعل عدد الحوادث في ارتفاع مستمر، حيث أن النفق الذي يوجد على محور الطريق الوطني رقم 9 ويعد المنفذ الوحيد لبلوغ الساحل انطلاقا من ولاية سطيف لم يرتق لمستوى التطلعات التي كانت منتظرة منه حيث أنه ومنذ دخوله حركة السير نهاية الثمانينيات وهو يعاني من مشاكل بالجملة زادت من حدتها التشققات التي ظهرت عليه بفعل التسربات المائية والتي تزيد حدتها مع تساقط الأمطار الشيء الذي يحول أرضية النفق إلى سطح زلج كثيرا ما يتسبب في حوادث مرور خطيرة يضاف لذلك ضعف الإنارة وقدم معدات التهوية التي لم يتم تغييرها منذ ما يقارب ال 25 سنة ناهيك عن غياب إشارات المرور الأفقية وتلك التي يجب أن ترسم على الجدران الشيء الذي يجعل عبور النفق محفوفا بالمخاطر.