أعلنت سوريا فرض حظر على مرور الطائرات المدنية التركية فوق أراضيها. وتأتي هذه الخطوة بعد أيام فقط من اعتراض تركيا طائرة سورية، قالت إنها كانت تنقل ذخيرة روسية الصنع للجيش السوري. وأعلنت وزارة الخارجية السورية في بيان بثه التلفزيون الرسمي بأن هذا الحظر سيدخل حيز التنفيذ اعتبارا من منتصف ليل أول أمس السبت. وزادت حدة التوتر بين الدولتين عقب سلسلة أحداث عبر الحدود. ووقعت حالات إطلاق نار متكررة عبر الحدود، الأسبوع الماضي، عقب مقتل خمسة مدنيين أتراك جراء سقوط قذيفة سورية. وأيدت الحكومة التركية المعارضة السورية ودعت إلى تنحي الرئيس بشار الأسد. وقالت وزارة الخارجية السورية، إن قرار حظر مرور الطائرات التركية مجالها الجوي جاء ردا على خطوة مماثلة اتخذتها أنقرة. ولم تعلن تركيا هذا الحظر، لكنها قالت إنها ستواصل اعتراض أي طائرات سورية في حال اشتبهت في نقلها حمولة عسكرية. وقبيل صدور القرار السوري، كان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، قد نبه إلى أن بلاده سترد إذا ما انتهكت سوريا حدودها مرة أخرى. وقال داود أوغلو في اسطنبول بعد لقاء مع نظيره الألماني غيدو فسترفيله إن “انتهاكات جديدة للحدود يمكن أن تحدث وسنرد بلا تردد إذا رأينا أن أمن تركيا القومي في خطر". وأضاف الوزير التركي “نأمل بالتاكيد ألا ترتكب سوريا مثل هذه الانتهاكات، لكن إذا ما فعلت فإن تركيا ستتخذ كل الإجراءات لضمان أمنها الوطني". من جانبه، كرر فسترفيله دعم ألمانيا لتركيا حليفتها في الحلف الأطلسي، داعيا في الوقت نفسه إلى تبني الاعتدال. وقال “نقف إلى جانب تركيا لكننا ندعو أيضا تركيا إلى ضبط النفس". كما أجرى داود أوغلو مع مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الأخضر الإبراهيمي، الذي وصل إلى تركيا في وقت سابق، محادثات لإطلاعه على الرواية التركية للأحداث من الجانب التركي. وجاءت زيارة الإبراهيمي بعد أيام من مقتل خمسة مدنيين أتراك في قصف عبر الحدود من الجانب السوري. في هذه الأثناء، اتهمت منظمة هيومان رايتش ووتش لحقوق الإنسان اتهمت سوريا باستخدام متزايد للقنابل العنقودية المحرمة دوليا ضد المدنيين. وقالت المنظمة إنها راقبت أشرطة فيديو مسجلة عبر الأنترنت تظهر ما يعتقد بأنه عشرون هجوما بقنابل عنقودية خلال الأسبوع الماضي على أهداف مدنية. من جهتها، ذكرت صحيفة “تلغراف" البريطانية، أن الإبراهيمي وضع خطة لنشر قوة حفظ سلام في سوريا قوامها ثلاثة آلاف عنصر ويمكن أن تشمل قوات من دول أوروبية. وقالت الصحيفة إن الإبراهيمي يبحث مشاركة الدول التي تساهم حاليا في قوات اليونفيل بين لبنان وإسرائيل التي تشمل إيرلندا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وإيطاليا. وتوقعت أن تلعب واحدة من هذه الدول دورا قياديا في قوة حفظ السلام في سوريا، لكنها استبعدت مشاركة الولاياتالمتحدة أو بريطانيا.