أدلى ملايين من الأمريكيين بأصواتهم، أمس، في الانتخابات الرئاسية التي يتنافس فيها كل من المرشح الديمقراطي، الرئيس باراك أوباما ومنافسه الجمهوري ميت رومني، وذلك بعد حملة انتخابية طويلة ومريرة في سباق على البيت الأبيض، وقد أظهرت الاستطلاعات الأولية للرأي أنهما يسيران كتفا بكتف، وقد تحسم النتيجة عدد قليل من الولايات، منها فيرجينيا وأوهايو وفلوريدا. وفتحت مراكز الاقتراع الأولى في الولاياتالمتحدة أبوابها في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي لأمريكا، فيما كان ملايين قد صوّتوا في الاقتراع المبكر، قبل حلول موعد الانتخابات، ومن المتوقع أن يكون قد صوّت، أمس الثلاثاء، حوالي 120 مليون ناخب أمريكي على الأقل على إعطاء أوباما فترة رئاسية ثانية أو استبداله برومني. ويحدد حكم الناخبين مسار الولاياتالمتحدة للأربع سنوات القادمة فيما يتعلق بالإنفاق والضرائب والرعاية الصحية والسياسة الخارجية بما فيها من تحديات مثل صعود الصين والطموحات النووية لإيران. وأظهرت استطلاعات الرأي تقاربا شديدا في نسبة التأييد التي تمتع بها كل من أوباما ورومني، وإن كان الرئيس الديمقراطي متقدما بفارق ضئيل في عدد من الولايات المتأرجحة، خاصة أوهايو وهو ما قد يمنحه 270 صوت من المجمع الانتخابي يحتاجها للفوز بسباق الرئاسة. وسيكون رومني وهو مليونير رأس من قبل شركة للاستثمار الخاص المباشر، أول رئيس من طائفة المورمون يصل إلى البيت الأبيض في حالة فوزه، وسيكون أيضا واحدا من أغنى من جلس على مقعد الرئاسة في الولاياتالمتحدة. أما أوباما فهو أول رئيس أمريكي أسود ويسعى الآن لأن يصبح أول رئيس ديمقراطي يفوز بفترة رئاسية ثانية منذ أن فعلها الرئيس الأسبق بيل كلينتون عام 1996. وأثار السباق الرئاسي المتقارب مخاوف من حدوث نزاع على النتائج كما حدث في انتخابات عام 2000 التي حسمتها في النهاية المحكمة الأمريكية العليا. وأعد المعسكران فريقا من خبراء القانون للتعامل مع أي مشاكل في التصويت أو تحديات أو إعادة لفرز الأصوات. وفي حين لم تتح النتائج الرسمية حتى (مثول الجريدة للطبع) فإن المحللين يرجحون أن يحسم السباق الرئاسي حجم الإقبال على الانتخابات خاصة عدد الناخبين من خارج الجزبين الجمهوري والديمقراطي، فضلا عن الأقليات ك السود، اليهود، اللاتين والشبان وكبار السن والمستقلين الذين سيشاركون في الاقتراع. وأيا يكن الفائز في هذه الانتخابات، فسيصطدم بالكونغرس المحتمل أن تتغير موازين القوى فيه تماما، كون الانتخابات الرئاسية ترافقها انتخابات تشريعية. فمجلس النواب الذي يهيمن عليه الجمهوريون سيتم تجديده بالكامل في انتخابات، اليوم، في حين أن ثلث أعضاء مجلس الشيوخ -حيث الديمقراطيون هم من يتمتعون بالأكثرية- سيخوضون معارك تجديد الولاية. وفي انتخابات اليوم سيدلي الناخبون أيضا بأصواتهم بشأن 174 مقترح سيعرض للاستفتاء محليا. وتغطي الاقتراحات جميع القضايا بدءا من تقنين الماريغوانا وحتى الانتحار بمساعدة الطبيب (القتل الرحيم). وعدد الاقتراحات المطروحة هو الأعلى منذ عام 2006، لكنه يظل دون مستوى الاقتراحات التي طرحت في أواخر تسعينيات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي.