أمرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) ثلاث سفن حربية في البحر المتوسط بالتوجه إلى الشواطئ الإسرائيلية بهدف التدخل المحتمل لإجلاء الرعايا الأمريكيين في إسرائيل خلال الأيام المقبلة في حال تدهورت الأوضاع الأمنية بالمنطقة التي تشهد تصاعدا في أعمال العنف بين القوات الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية بغزة. ونقلت شبكة “CNN" الأمريكية عن مصادر رسمية، أن خيار إجلاء المواطنين الأمريكيين من إسرائيل لا يزال “بعيدا"، لكن تحريك هذه السفن يعد من التدابير الاحترازية. واستبعدت المصادر إمكانية قيام هذه السفن العسكرية بالتدخل في أعمال العنف الدائرة في المنطقة، مشيرة إلى أنها أرسلت فقط من أجل مساعدة الأمريكيين على النزوح المحتمل إذا تدهورت الأوضاع. في الوقت الذي أكد مصدر إسرائيلي أنه من المتوقع أن تصل وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون إلى تل أبيب اليوم، وأن تجتمع مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأربعاء. ونصحت الولاياتالمتحدة رعاياها في إسرائيل الراغبين في مغادرة المنطقة باستخدام الطائرات التجارية، رغم أن هذا يظهر القلق المتزايد حول الوقت الذي قد تستغرقه الحرب بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة بغزة. من جهتها، اتهمت روسياالولاياتالمتحدة بعرقلة مسعى في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لإدانة العنف المتصاعد بين إسرائيل والفلسطينيين في قطاع غزة، وقالت إن أعضاء آخرين في المجلس يعمدون إل? المماطلة لمنع المجلس من اتخاذ إجراء. وقال السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، إنه مستعد لتقديم مشروع قرار في مجلس الأمن للدعوة إلى نهاية للعنف وإظهار التأييد للمساعي الإقليمية والدولية للتوسط من أجل حل سلمي. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس إن الولاياتالمتحدة تريد التأكد من أن بيانا للمجلس لن يضر جهود الوساطة التي تبذلها مصر لإنهاء القتال. ميدانياً، أفادت مصادر طبية فلسطينية أن عائلة مكونة من زوجين وطفلين قتلوا مساء أول أمس، تحت أنقاض منزلهم الذي دمرته غارة جوية اسرائيلية في بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. في وقت بدأت فيه الحكومة الإسرائيلية اجتماعا لمناقشة خياراتها إزاء الحرب في غزة ومقترحا مصريا للهدنة. ونقلت وكالة فرانس برس عن لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة قولها إن أربعة مواطنين قتلوا “هم فؤاد حجازي (40 عاما) وزوجته أمنة وطفلاه صهيب البالغ من العمر عامين ومحمد أربعة أعوام، كما أصيب 18 شخصا آخرين". وأضافت اللجنة إن المرأة التي انتشلت من تحت ركام المنزل المدمر توفيت بعد وقت قصير من وصولها إلى مستشفى كمال عدوان في بلدة بيت لاهيا. ويرتفع بذلك عدد القتلى في قطاع غزة منذ بدء الغارات حتى اليوم إلى 106 قتلى حسب المصادر الفلسطينية داخل القطاع. وكان أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة المقالة في حكومة حماس قال في وقت سابق إن عدد القتلى في قطاع غزة وصل إلى 102 ونحو 855 بينهم العديد من الأطفال والنساء والمسنين. من جهة أخرى، ناقشت الحكومة الإسرائيلية المصغرة أو ما يسمى بمنتدى الوزراء التسعة الإسرائيلي خيارات ما يتعلق بالحرب على غزة. وقد أعلنت الإذاعة العامة الإسرائيلية أن الاجتماع جاء لبحث اقتراح مصري لهدنة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن إسرائيل تريد الالتزام بهدنة من 24 إلى 48 ساعة لكي يتمكن الطرفان من الاتفاق على بنود وقف إطلاق النار. وأضافت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن إسرائيل قد تعمد في إطار التفاهم على وقف محتمل لإطلاق النار إلى التخفيف من الحصار الذي تفرضه على قطاع غزة.