نظمت جبهة “الإنقاذ الوطني" المصرية المعارضة رفقة 36 حركة سياسية مصرية، أمس، 6 مسيرات حاشدة اتجهت نحو قصر الاتحادية تحت عنوان “ضد الغلاء والاستفتاء". وقد أمّ كل مسيرة رمز من الرموز المعارضة، تحركت المسيرة الأولى من ميدان المطرية أمام مسجد الأنوار المحمدية، وأخرى من ميدان ابن سندر، ومن حدائق القبة أمام مسجد الشيخ كشك شارع مصر والسودان. كما تجمعت مسيرتان أخريان إلى قصر الاتحادية من مسجد النور وميدان الحجاز، وذلك احتجاجا على الإعلان الدستوري الجديد، وتحديد موعد الاستفتاء في الخامس عشر من ديسمبر الجاري، دون الوصول إلى توافق وطني حول المسودة المقترحة للإستفتاء. كما تحافظ المعارضة على تواجدها في ميدان التحرير بعد معارك كر وفر حدثت ليلة الثلاثاء من أجل إخلاء الميدان، من قبل جهات محسوبة على الإخوان المسلمين، وشرع أفراد اللجان الشعبية المكلفة بتأمين ميدان التحرير بالانتشار على كافة المداخل استعدادا لتنظيم عملية الدخول، والاطلاع على هويات الوافدين للمشاركة بالمظاهرة الحاشدة. وفي محيط القصر الرئاسي، واصل الحرس الجمهوري نشر دباباته وجنوده بالمكان الذي شهد قبل أيام اشتباكات عنيفة بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى. من جهته، قال عضو المكتب السياسي لجبهة الإنقاذ وحيد عبد المجيد في تصريحات، إن عددا من قيادات الجبهة قد يتغيبون اليوم عن التظاهرات. من جهتها، نظمت القوى المؤيدة للرئيس محمد مرسي، مظاهرة للإعلان عن تأييدها له ولمشروع الدستور المعروض على الاستفتاء، وذلك بجوار ميدان السيدة العدوية، في حين تغيب حزب النور عن هذه المظاهرة لأول مرة منذ انطلاق المظاهرات والمظاهرات المضادة بين المؤيدين والمعارضين. فقد دعا تجمع ائتلاف القوى والأحزاب الإسلامية، باستثناء حزب النور السلفي، لمليونيتين أمام مسجد آل رشدان ومسجد رابعة العدوية بمدينة نصر (شرق القاهرة). كما دعوا إلى مليونية ثالثة بمدينة الإسكندرية الساحلية، ورابعة بمحافظة أسيوط بالصعيد. وحثت جماعة الإخوان المسلمين جميع المواطنين على المشاركة بهذه الفعاليات تحت شعار “دعم الشرعية والاستقرار" ورفض ما وصفته بالفوضى، إضافة إلى الإصرار على إجراء الاستفتاء بموعده. من جانبهم، رفض 14 نادياً إقليمياً للقضاة الإشراف على الاستفتاء الدستوري، وذلك من مجموع 19 إقليماً منضوياً في إطار نادي القضاة، وأعلن نادي قضاة هيئة الدولة المصري أنه سيشارك في الاستفتاء على الدستور وطالب القوى الإسلامية والمدنية بإنهاء الاعتصامات والتظاهرات سريعاً من أجل التمكن من إتمام الاستفتاء دون ضغوط. من جهة أخرى، أعلنت الحكومة المصرية عن اعتماد تسهيلات إضافية في وسائل النقل يوم الاستفتاء تسهيلاً لتنقل الناخبين، وقال وزير الإسكان والقائم بأعمال وزير النقل طارق وفيق إنه ستتم مضاعفة أعداد القطارات والحافلات خلال فترة الاستفتاء على الدستور. وأضاف الوزير أنه تمت الموافقة على ركوب القطارات مجاناً للدرجة المميزة والمطورة مع تخفيض بنسبة 50% في تذكرة الدرجتين الأولى والثانية. وتتحمل وزارة المالية مجمل قيمة فرق التكلفة لصالح الهيئة القومية لسكك حديد مصر. وكان قد شهد ميدان التحرير، فجر أمس الثلاثاء، إطلاق أعيرة نارية “خرطوش" من ناحية ميدان “سيمون بوليفار" وشارع قصر العينى، وعبد المنعم رياض، الأمر الذي أسفر عن وقوع بعض الإصابات. وبحسب وسائل الإعلام المصرية، أصيب أحد المعتصمين في رأسه بنزيف حاد، وتم نقله للمستشفى الميداني. فيما يخيم الهدوء الحذر على الميدان، واجتمعت اللجان المؤمنة للميدان لتوزيع أنفسهم على مداخل ومخارج الميدان، وذلك تحسبا لأي هجمات تحدث لهم فيما تم إغلاق جميع الطرقات المؤدية للميدان. من ناحية أخرى، اتحد الباعة الجائلون مع معتصمي التحرير للدفاع عن مقر الاعتصام، فيما قام المعتصمون الذين كانوا داخل الخيم بالخروج للشوارع الجانبية ليتأكدوا من خلوها من أي معتدين.