وضعت، أمس، اللمسات الأخيرة للمخطط الأمني لتأمين زيارة كل من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ورئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، التعزيزات الأمنية التي أشرف عليها الأمن الرئاسي تمثلت في نشر قوات الأمن الوطني والدرك والجيش بشكل مدروس امتدادا من الحدود الجزائرية المغربية، مرورا بمغنية وكذلك حدود تراب عاصمة الزيانيين جنوبا نحو بشار والنعامة وشرقا باتجاه ولاية سيدي بلعباس، حيث تضاعف عدد الحواجز الأمنية وعمليات التفتيش والمراقبة، وفي ذلك تم الاعتماد على دعم في قوات الأمن المشتركة من مختلف ولايات غرب الوطن بما في ذلك وهران وعين تيموشنت وسيدي بلعباس. الإجراءات الأمنية الاحترازية لم تتوقف عند هذا الحد، فقد تم غلق العديد من المنشآت والمرافق العمومية في مقدمتها حديقة التسلية الواقعة بهضبة لالة ستي ونشر كثيف لعناصر أمنية بالمنطقة، كما تم غلق المحال التجارية بالهضبة ومنع كل تجوال غير مبرر بذات الجهة، كما قامت السلطات المحلية بإخلاء الإقامات الجامعية وإنهاء مظاهر التمدرس للطلبة بمنحهم إجازة الى ما بعد الزيارة، ما أدى إلى تنفس المدينة من حافلات نقل الطلبة التي توقفت هي الأخرى عن العمل، وشملت كذلك التعزيزات الأمنية المركز الثقافي الفرنسي الذي ضرب عليه طوق أمني مشدد بما في ذلك كل الطرق المؤدية نحوه. في ذات السياق، اطلع، أمس، والي ولاية تلمسان والمدير العام للأمن العسكري لذات الولاية على اللمسات الأخيرة للترتيبات الأمنية عبر مختلف نقاط الزيارة التي سيقوم بها الرئيسان بداية بقلعة المشور وهضبة لالة ستي وغابة الحديقة والمركز الثقافي الفرنسي والشارع الذي سيمر به الموكب الرئاسي والذي سبق وأن عاينهما كل من وزير الداخلية دحو ولد قابلية والمدير العام للأمن الوطني عبد الغاني الهامل، بالإضافة إلى أن المعاينة الأخيرة شملت كذلك الحرم الجامعي والمطار وغيرها من الشوارع والممرات والنقاط التي سيمر بها الموكب الرئاسي. من جهة أخرى، لم يبد سكان ولاية تلمسان أي اهتمام بالزيارة التي سيؤديها فرانسوا هولاند إلى عاصمة الزيانيين، واعتبروها لا حدث ولن تعطي المدينة أي إيجابيات قد تعود على سكان المنطقة من مناصب شغل أو منشآت صناعية كتلك التي استفادت منها المنطقة الصناعية لولاية وهران والمتمثلة في مصنع رونو لصناعة السيارات. أما فيما يخص عمليات الترميم، فقد أكد لنا بعض المواطنين ممن التقيناهم بالمدينة أنها ستكون مثلها مثل عمليات الترميم والتهيئة السطحية التي سبقتها، حيث أكدوا أن عمليات الترميم شملت الظاهر وليس الباطن وكانت تمس الأماكن التي سيمر بها الموكب، في حين أن البعض الآخر تمنى عدم مجيئ أي مسؤول إلى ولايتهم من هذا المستوى، مرجعا ذلك إلى توقف الحياة بالمدينة وشل مختلف وسائل النقل في كبريات الشوارع.