يعتبر منذ فترة طويلة واحدا من أفضل المواهب الفرنسية وأحد أضلاع مثلث الهجوم مع فرانك ريبيري وكريم بنزيمة، يقدم مهارات كبيرة، وخاصة في المراوغة، حيث يفلت من خصمه وكأنه قطعة من الصابون. وإضافة إلى مهاراته الفنية يتمتع نصري برؤية شاملة للملعب وبتوقيت دقيق للتمريرات الحاسمة. ولد سمير نصري في مرسيليا، ثاني أكبر مدن فرنسا، وأكبر معقل للعمال، وللكثير من المهاجرين. هناك نشأ سمير نصري في عائلة ذات أصول جزائرية، في أحد الأحياء الفقيرة في الضواحي الشمالية للمدينة. ووسط أجواء التشاؤم ضمن المنطقة المكتظة بالمباني الخرسانية المسلحة، بدأ الصبي الصغير لعب كرة القدم. وعندما بلغ سن الثالثة عشرة من عمره انضم لفريق الناشئين في نادي أولمبيك مرسيليا. وبسرعة لاحظ المسؤولون في النادي بأن صفوفهم تضم قطعة من الماس الخام. لذلك لم يكن مستغربا أن يتحول الموهوب نصري بعد أربع سنوات فقط للعب مع الفريق الأول. ولكن سمير، الفتى النحيل، لم يستطع على الفور أن يحجز مكانا له مع الكبار. ومع ذلك، نجح في فرض نفسه على الساحة الدولية، فقد فاز مع المنتخب الفرنسي للشباب (تحت 17 سنة) بلقب البطولة الأوروبية عام 2004. ومنذ ذلك الحين صار لاعبا أساسيا في أولمبيك مرسيليا وأصبح يتحكم في مصير النادي العريق. كما تألق نصري طوال الموسم لينال جائزة أفضل لاعب صاعد في الدوري الفرنسي لموسم 2006/2007. وبعد ذلك بعام واحد فقط انتقل إلى نادي أرسنال اللندني، بصفقة وصلت قيمتها إلى 15 مليون أورو تحت قيادة مدرب أرسنال و مواطنه الفرنسي أرسين فينغر الذي كان معجبا جدا بالأداء الفني لللاعب الشاب. وبالفعل لم يخيب نصري آمال مدربه، وقدم مهارات كبيرة، وخاصة في المراوغة، إذ إنه في بعض الأحيان يفلت من خصمه وكأنه قطعة من الصابون. وإضافة إلى مهاراته الفنية يتمتع نصري برؤية شاملة للملعب وبتوقيت دقيق للتمريرات الحاسمة. أرسنال هو بالتأكيد أحد أهم الأندية الأوروبية لكرة القدم. ولكن هناك لعنة تطارد هذا الفريق تتمثل في أنه يقدم كرة جميلة، ولكنها فاشلة في تحقيق الألقاب. ولذلك رحل نصري في صيف عام 2011 إلى مانشستر سيتي بقيمة انتقال وصلت لنحو 25 مليون أورو. وبعد وقت قصير من الانتقال علّق نصري على هذه الصفقة بالقول: “لو كنت مهتما بمسألة المال فقط، لكان بإمكاني أن أبقى في لندن، حيث يوجد ما يكفي من اللاعبين الذين يكتفون بتلقي التحويلات المالية، ولكن دون أن يقاتلوا بحماس وتفان". كما برر نصري انتقاله إلى مانشيستر سيتي بالاشارة إلى أن فريقه السابق أرسنال لن يفوز بأي لقب حتى على المدى البعيد، لكنه متعطش لتحقيق المزيد والفوز بألقاب كروية دولية. وهكذا بدأت خطته بالنجاح: في أول موسم توج مع مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لهذا اللقب تحتم عليه اللعب ضد ناديه القديم: “أتمنى من مشجعي أرسنال أن ينسوا أمري ويحتفلوا بتحقيقهم المركز الثالث. أما أنا فسأواصل مطاردة الألقاب". وهذا ما حاول تحقيقه مع المنتخب الفرنسي في كأس الأمم الأوروبية الماضية ، لولا أنه تعثر في دور ربع النهائي أمام حامل اللقب الماتادور الإسباني، الذي أفسد على نصري احتفاله بعيد ميلاده الخامس والعشرين.