شارك، مساء أول أمس، بباريس، آلاف الجزائريين في مسيرة حاشدة نظمتها جمعيات تنشط ضد قانون زواج مثليي الجنس الذي ستقدمه الحكومة الفرنسية أمام البرلمان في 29 جانفي القادم، في حين قال أحد المنظمين في تصريح ل “الجزائر نيوز" بأن حوالي ثمانمئة وخمسين ألف شخص ومن كل الأعمار قد حضروا من كامل التراب الفرنسي تجمعوا في شوارع باريس للتعبير عن رفضهم للزواج المتنافي مع طبيعة البشر، فيما عدّت الشرطة حوالي 000 340 متظاهر. في بحر من الأعلام الوردية وملابس من نفس اللون، سار مئات الآلاف من المتظاهرين الذين أتوا من جميع أنحاء فرنسا ومن مختلف الأعمار والأجناس والديانات في ثلاث مسيرات، منادين بصوت واحد “نقول “لا" لزواج الشواذ ومثليي الجنس"، في حين اجتمعت قوات الأمن بالتقاطعات الرئيسية وبدا عددها قليلا مقارنة بحشود المتظاهرين، بالرغم من خطة التعزيزات الأمنية التي كان قد أعلن عنها يوم السبت قبل بدء الاحتجاجات. وقد تقدم المسيرة بشارع “Denfert - Rochereau التاسع عشر"، المكان الذي يتواجد به المتحدثون باسم حركة “الاحتجاج للجميع"، نساء يرتدين قبعات حمراء وأوشحة ثلاثية الألوان يحملن بأيديهن القانون المدني، وبالقرب من ساحة إيطاليا اجتمع المئات من الأعضاء الناشطين وهم يحملون مزامير بألوان ثلاثية مجتمعين خلف لافتة مكتوب عليها “كلنا نحمي القانون المدني" مرددين شعارات “كلنا ولدنا رجل أو امرأة"، “البطون لدينا ليست عربات تسوق"،"أم، أب وأطفال هذه الطبيعة"،"قانون زواج مثليي الجنس يعني أطفالا بدون أب أو أم"، واجتمع بساحة “بينيل الثالث عشر" متظاهرون يرتدون أعلاما مرسوما عليها قلب مقدس وقلب أحمر مع صليب، حاملين لافتة كتب عليها “لا للانحطاط المريض"، كما انضم إلى المحتجين مجموعة من الشباب برؤوس حليقة يرتدون ملابس سوداء، وعلى شاحنة علق المنظمون لوحة دينية تظهر فيها مريم ويسوع فوق حمار يقوده ملاك، وقد اجتمع الجميع ب“شون دو كارس" أين علقت شاشتان عملاقتان. البالونات الوردية والبيضاء والزرقاء كانت قد ظهرت أول مرة في مظاهرة ضد المشروع الافتتاحي لقانون زواج مثليي الجنس في 17 نوفمبر من العام الماضي، لتعود مرة أخرى وارتدى المتظاهرون الماكياج الوردي والأزرق. وقد اقتربت “الجزائر نيوز" من إحدى المتظاهرات، بحيث تقول نادية بأن “هذا القانون كارثة وكل الأديان تمقته، ولا ننسى بأن الله قد عاقب قوم لوط على هذه الأعمال البشعة"، وتضيف “الجميع اليوم اجتمعوا هنا، جزائريون، فرنسيون، مغاربة، من المسلمين وغير المسلمين ومن كل الأجناس والديانات لمنع تطاول الشواذ على الطبيعة التي صورنا بها الخالق، إنهم يتحدون الله"، ويقول محمد صوالحي أحد المؤطرين للجالية الجزائرية “آلاف الجزائريين قد شاركوا في المسيرة، وبالإضافة إلى كوننا مسلمين، فالرجل والمرأة هما أساس الأسرة". وإلى غاية مساء الاحتجاج، المنظمون عازمون على مواصلة الضغط على الحكومة رغم أن البرلمان الفرنسي سوف يشرع في دراسة قانون زواج مثليي الجنس في 29 جانفي الجاري. وقد أكد وزير العدل الفرنسي كريستيان توبيرا في وقت سابق بأن الحكومة سوف تحافظ على هذا المشروع بالرغم من معارضة 115 عضو من البرلمان وبغض النظر عن التعبئة الشاملة لتعطيل هذا القانون، وكانت أول مظاهرة ضد المشروع الأولي لقانون زواج مثليي الجنس بفرنسا في 17 نوفمبر من العام الماضي قد شارك فيها حوالي مئة ألف متظاهر.