أحصت مصلحة السرطان على مستوى المستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة 8 آلاف حالة جديدة السنة الماضية، تضاف ل 2000 حالة أخرى من مجموع الحالات التي تم تسجيلها خلال 2011، ليرتفع العدد إلى 10 آلاف مصاب يتلقون العلاج في ظروف صعبة بسبب ضعف الإمكانيات وقلة الأدوية... يحدث هذا في الوقت الذي تخصص ميزانية سنوية تقدر بحوالي 100 مليار سنتيم لتوفير متطلبات المصلحة التي توجد في وضعية كارثية، بداية بطاقة الاستيعاب التي لا تكفي لاستقبال مرضى ينحدرون من كل الولاياتالشرقية، تضاف إليها ظروف الاستقبال وصولا إلى الأدوية التي تقدم على مقاس كل مريض، وهي الحالة التي اشتكى منها أهالي المرضى ورفعوا بشأنها تقارير متتالية إلى الجهات المختصة لكنها لم تجد آذانا صاغية، حسب من تحدثت إليهم “الجزائر نيوز"، صباح أمس، بمناسبة اليوم العالمي لمرضى السرطان. وتعد قضية الدواء في القسم من بين النقاط التي لم تجد طريقها للحل منذ سنوات، حيث أنه وبالرغم من تغير الأجهزة الإدارية للمستشفى عامة وقسم مرضى السرطان بصفة خاصة، إلا أن المشكل بقي مسجلا وبحدة كبيرة بالرغم من أن الميزانية المخصصة لتوفير ما هو مطلوب لمعالجة مرضى المصحة كبيرة، غير أن ذلك لم يقضِ على معاناة المرضى. هذا، ويعد غياب الأطباء المختصين من بين المشاكل التي يواجهها المرضى كذلك، حيث أن القسم يتوفر على طبيب مختص فقط وعدد محدود من الممرضين بمعدل ممرض لكل 20 مريضا في الفترة الصباحية وممرض للجميع خلال فترة المناوبة الليلية، يضاف لذلك عدم قدرة المخبر الذي تتوفر عليه المصحة على استيعاب العدد الكبير من الطلبات على التحليل، ما يضطر بعض المرضى إلى إجرائها في الخارج بأثمان باهظة، ومنهم من يتنقل إلى العاصمة. لم يخلُ كلام بعض أهالي المرضى من تعداد هذه المشاكل وغيرها، حيث عبروا عن استيائهم من الوضعية الكارثية التي يعاني منها مرضاهم بسبب ضعف هياكل الاستقبال، وأجمعوا على أنها تزيد من عناء المريض ولا تخفف عنه، ودعوا القائمين على قطاع الصحة إلى التدخل بسرعة ووضع حد لما هو حاصل بالقسم، كما طالبوا بالتحقيق في مشروع المركز الجديد الذي كان من المنتظر أن يتم استلامه مع نهاية سنة 2010 إلا أن ذلك لم يتحقق إلى يومنا هذا. من جهته، أوضح مدير المستشفى في تصريح صحفي بأن ما تعاني منه المصلحة هو محصلة تراكمات لسنوات طويلة، وأن مثل هذه النقائص سيتم تجاوزها مع استلام المركز الجديد الذي قاربت الأشغال به على الانتهاء وتم إنجازه بطريقة حديثة تتماشى ومتطلبات المرضى وما يستلزمه علاجهم، مضيفا في ذات الصدد بأن الآلات الجديدة “أكسيليراتور" التي تم استلامها منذ مدة جارٍ في الوقت الراهن تركيبها على أن تدخل حيز الخدمة مستقبلا، الأمر الذي من شأنه تخفيف الضغط خاصة فيما يتعلق بالعمليات الكيميائية مع تحسين ظروف وتقديم الخدمة للمريض.