يعتقد الأستاذ مسعود شعنان، أن خلفيات تأزم الوضع الحالي بليبيا يعود بالدرجة الأولى إلى غياب النظام المؤسساتي في الدولة، الأمر الذي جعل الليبين يدخلون، اليوم، في متاهات تجلت في اللاأمن وعدم شعور المواطن بالاستقرار بعد مرور عامين عن الثورة. تعيش ليبيا، اليوم، على وقع حالة اللااستقرار رغم مرور عامين على الثورة، برأيكم ما هي العوامل التي أفرزت هذا الوضع؟ أستطيع القول إن المشكلة في ليبيا تعود أساسا إلى غياب نظام مؤسساتي منذ عهد النظام السابق، وهو ما جعل الليبيين، اليوم، لا يعرفون معنى مؤسسات الدولة، لما جاءت الثورة حدث تحطيم ودمار في كل ما هو موجود، خاصة ما تعلق بمسألة حفظ الأمن. لهذا أقول إن أزمة الشرعية استمرت بعد الثورة، وهو ما أدى بالعديد من الأصوات داخل هذا البلد إلى المطالبة بثورة جديدة وبمساعدات من الخارج، وكذا إعادة توزيع مقاعد المؤتمر، كما أن هناك تأخر في إعداد الدستور وهو ما خلق تخوفا من وقوع انفجارات، وهذا ما يفسر غلق الحدود في ظل عدم وجود جهاز أمني يحافظ على سلامة المواطن. هل ترون في غلق الحدود بوادر تخوف من تدخل أجنبي؟ ++ معروف أن كل الأزمات التي تلت الثورات كان فيها تخوفا من التدخل الأجنبي، ولذلك أنا لا أستبعد وجود أطراف مثل الموصاد مثلا، تدخل ليبيا وتحدث فوضى فيها، ومن جهة أخرى ليبيا من حقها غلق الحدود. في ظل تأزم الوضع، أين تسير ليبيا وهل ستطول الأزمة؟ أعتقد أن التجارب التي مرت بها الدول التي دخلت الديمقراطية، ليس من السهل أن تستقر فيها الأمور، حيث أن هناك دول عاشت لفترة طويلة في دوامة من الفوضى، وبالنظر إلى وضع ليبيا الخاص أرى ضرورة وجود توازن وإشراك المجتمع في اتخاذ القرارات حتى لا تبقى في يد المؤتمر لوحده، ليتخذها انفراديا وعفويا وفوقيا. والتجربة التي تعيشها ليبيا ناتجة عن غياب نموذج الدولة الحديثة القائمة على الانتخابات، لأن الشرعية تعتمد على إتاحة الفرصة للجميع والفصل بين السلطات، وإذا تفطن المسؤولون لهذا الأمر، ربما يستقيم الوضع وتتراجع شحنة الغضب والفوضى السائدة، اليوم، بليبيا.