كانوا زهاء 100 ألف مسلم تجولوا في معرض بورجي، غير بعيد عن العاصمة باريس، تجولوا بين أجنحة متنوعة تعرض سلعا وكتبا دينية بمواضيع تثير اهتمامهم.. ألبسة، عطور، سجاد، مصاحف، كتب تفاسير.. وأشياء أخرى ابتاعها المشاركون في المؤتمر ال 30 الذين سجلوا هذه السنة، حسب وسائل الإعلام الفرنسية، ارتفاعا محسوسا ووعيا بأهمية الموعد.انطلقت أشغال المؤتمر في 29 مارس المنصرم واستمرت إلى غاية الفاتح أفريل الجاري، وعلى منصة المحاضرات استمع الحضور إلى مداخلات كثيرة، أبرزها للاخوين طارق وهاني رمضان من سويسرا، اللذين دعيا المسلمين إلى مساعدة غير المسلمين في فهم الإسلام، وبالتالي التزام سلوك “الرحمة" حيال الطائفة مختلفة الديانة. خطاب طارق رمضان، الذي استقطب آلاف المسلمين، حاول أن يهدأ من روع مسلمي فرنسا الذين تفاجؤوا بحر الأسبوع الأخير من مارس الماضي، بتصريحات لفرانسوا هولاند بخصوص قانون اللائكية، وضرورة إرساء قواعد جديدة بهذا الشأن. واعتبروا ذلك إعلانا عن بداية جدل لا يعرف نهايته. أبدى وزير الداخلية، مانويل فالس، “أسفه" عقب ما حدث. وعلقت أطراف أخرى بالقول إن الحكم يتعارض وقانون 1905 الخاص بفصل الكنيسة عن الدولة، فيما رأى فريق ثان أن رقعة منع الحجاب بدأت في التوسع والانتقال من المؤسسات العمومية إلى الخاصة.أحمد جاب الله، رئيس الفيدرالية، صرح لوكالة الأنباء الفرنسية، قبل افتتاح المؤتمر، أن “التصريحات الأخيرة للذين يريدون تمديد قانون اللائكية في المدارس الخاصة، يثير قلقا حقيقيا بين المسلمين، هم يعيدون النظر في اللائكية وفق مقتضياتهم الخاصة".شهد المؤتمر تدفقا مذهلا للمحجبات اللائي عبّرن عن استغرابهن من عودة إشكالية الحجاب، واعتبرن محاولة “تلميع" الموضوع كطريقة لإلهاء الفرنسيين عن مشاكلهم الحقيقية، خاصة مع وصول فرانسوا هولاند إلى الحكم.