لقطعت الطريق على نفسي للترشح إلى عهدة رابعة، ولضربت بالسبّاط كل شيطان خناس يوسوس لي أن الشعب يريدني رئيسا لعهدة أخرى، ولفاجأت الرأي العام الوطني والدولي بخطاب تاريخي أعلنه، بمناسبة عيد الإستقلال، أبشر فيه الجزائريات والجزائريين أنني أتممت ما عاهدتهم على إنجازه وهو السلم المدني والمصالحة الوطنية، حتى وإن لم تصل هذه المصالحة إلى أقصى مبتغاها، ولأفرحتهم بأنني وفيّ للكلام الذي قلته في خطابي بمناسبة 8 ماي من العام المنفرط بأننا كجيل ثورة “طاب جناننا" وحان وقت تسليم المشعل، ولقدمت اعتذارا للشعب الجزائري حول ما لحق في عهدتي الثالثة من فساد تسبب فيه من وضعت فيهم ثقتي ووضعتهم على رأس وزارات سيادية مهمة، ولأعلنت عن تعديل دستوري جديد فعلي وحقيقي يليق بتضحيات وكرامة الجزائريات والجزائريين، ولأعلنت موافقتي على تقديم كل من اختلس إلى المحاكمة بمباركة شعبية حتى وإن كان بعض هؤلاء المختلسين من أقرب أقربائي ومن بطانتي، ولأعلنت عن استقالتي وتنظيم انتخابات مبكرة تكون شفافة وذات ضمانات حقيقية، يفتح الباب فيها أمام كل الهيئات والمراقبين الدوليين.. وعندئذ أفرح كما دخلت معززا مكرما.. ولكن واحسرتاه، أنا لست سوى مواطن مغمور يدعى الترڤي ولد امو..