سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
البروفيسور نافتي سليم رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي يؤكد: دخان “الشيشة" يعادل من حيث التلويث بأوكسيد الكربون ما بين 17 إلى 52 سيجارة
تشير معطيات قدمها البروفيسور نافتي سليم رئيس مصلحة الأمراض التنفسية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي إلى أن تدخين “الشيشة" قد تزايد على نحو معتبر خلال السنوات الأخيرة بالجزائر. وأكد ذات المتحدث ل “الجزائر نيوز" حدوث “ازدهار" في مدننا لصالونات الشاي التي تقدم “الشيشة"، وأن عددا متزايدا من الشباب يشترون “غليون الماء" من أجل التدخين داخل المنازل، مشيرا إلى أن هذه الطريقة الجديدة لاستهلاك التبغ، والمرادفة بالنسبة للكثيرين للحميمية والدعوة إلى “السفر" إلى عوالم أخرى، تشكل اتجاها حقيقيا يثير قلقا شديدا لدى الفاعلين بالقطاع الصحي. وأكد البروفيسور نافتي أن المنظمة العالمية للصحة أخذت على عاتقها هذا المشكل الذي يمس حاليا كل البلدان، مشيرا إلى أن هذه الهيئة استخلصت في تقرير لها أن “استعمال النرجيلة يشكل خطرا صحيا جديا سواءا بالنسبة للمدخن الإيجابي أو بالنسبة للأشخاص الآخرين المعرضين للدخان"، وأن “التبغ الملطف والمعطر المستعمل في النرجيلة يمكن أن يشكل باب دخول نحو التدخين بالنسبة لعدد من الأشخاص، لاسيما الشباب منهم، وهم الذين لم يكونوا ليبدأوا التدخين لولا ذلك". وتساءل البروفيسور نافتي أنه بغض النظر عن الحميمية والتزايد الموجودين على مستوى هذا السلوك، ما هي المخاطر الحقيقية المنطوية على تدخين “الشيشة"؟، مشيرا إلى أن تدخينها يحمل نفس الأضرار المترتبة عن تدخين السجائر، وأن كمية الدخان التي يستنشقها شخص ما لدى استهلاك “الشيشة" أكبر بكثير مما لو تعلق الأمر بتدخين سيجارة. ويؤكد نفس المتحدث أن دخان تبغ “الشيشة" يحتوي على أربعة آلاف مكون، منها بضعة مئات من المواد السامة، مشيرا إلى أن دخان “الشيشة" مكون من مواد سامة وسرطانية مثل “مونوكسيد الكاربون" و"الكادميوم" و “النيتروزامينات" و"الألداهيدات" ومواد أخرى ناتجة عن الاحتراق، كما أن هذه المواد السامة، وفق ذات المصدر، مرتبطة بالاحتراق البطيئ للتبغ الذي يفضي إلى مزيد من أكسيد الكربون والقطران. ويشير البروفيسور نافتي إلى “الشيشة" أو “الرنجلية"، بكونها غليونا شرقيا بأنبوب طويل مرن، يمر الدخان فيها من خلال مزهرية مملوءة بالماء حيث لا يتم تصفية سوى نسبة ضعيفة من المواد المضرة لدخان التبغ. ويؤكد ذات المصدر أن التبغ المستعمل في هذه الغليونات المسمى “تاباميل" مكون من حوالي 28 بالمائة من التبغ الذي يضم النيكوتين والمواد التي تسبب الإدمان، ولكن أيضا، حسب نفس المصدر، حوالي 70 بالمائة من الخليط ومعطر فواكه، مما يجعل “الجو معطرا وحلوا". وأكد البروفيسور نافتي أن جلسة “شيشة" واحدة لشخص واحد تعادل تدخين علبتين اثنتين من السجائر، مشيرا إلى أن دخان “الشيشة" يعادل من حيث التلويث بأوكسيد الكربون ما بين 17 إلى 52 سيجارة، أما من حيث القطران فإنه يعادل، وفق البروفيسور نافتي، ما بين 27 إلى 102 سيجارة. وبخصوص العبارة التي وجدناها في علب لتبغ “الشيشة" التي تشير إلى أنه لا توجد طريقة لمعرفة مقدار القطران والنيكوتين في هذا النوع من التبغ، أكد البروفيسور أن ذلك غير صحيح وأن هناك أجهزة في المخابر تسمح بقياس المكونات “بالميكروغرام"، مضيفا بأن القائمين على شركات التبغ العملاقة في العالم أصبحوا لا يستطيعون تسويق التبغ في الدول المتقدمة بفعل التطبيق الصارم للقوانين التي تضع قيودا على استهلاك التبغ في بعض الأماكن “مما جعلهم يتوجهون إلينا من أجل التسويق" وفق ذات المتحدث الذي أكد أيضا بخصوص هذه العبارة أن الهدف منها هو “تغليط المستهلك" من خلال محاولة القول له ضمنيا أن الشيشة “غير خطيرة".