ووري جثمان قيبوع محمد، محافظ شرطة، الثرى مساء الخميس، والذي أطلق عيارا ناريا على رأسه بمقر عمله بمديرية الأمن الولائي بالشلف، الثرى، صبيحة اليوم ذاته، وتبين بعد يومين من رحيله أن أسباب انتحار الشرطي كانت تعرضه لضغط اجتماعي ومهني له علاقة بالسكن. محافظ الشرطة تفيد المعلومات التي تحصلت عليها "الجزائر نيوز" أنه في عقده الخامس، متزوج ويعيش بين عائلة كثيرة الأفراد، ويقطن بحي كرميلة الفوضوي بعاصمة ولاية الشلف. وتقول المصادر إن هذه المعطيات أهلّته ليظفر بسكن اجتماعي في إطار الكوطة المخصصة للسكن الهش بالولاية، ولكن على حد الرواية التي سرت بين زملائه مثلما تناهى إلينا، فإن محافظ الشرطة المنتحر رفض أن يخلي السكن الهش مقابل سكن اجتماعي واحد، وقد حاول مرارا مع السلطات المحلية والأمنية بالولاية أن ينقل لهم الانشغال العائلي والضغط الشديد الذي يعيشه بسبب عدم قدرة الشقة الجديدة الممنوحة له على استيعاب عدد أفراد أسرته، معتبرا أنه بإجراء التوقيع على التزام بإخلاء البيت القصديري إنما تجعله السلطات يعيش تعاسة جديدة بنقل من بيت متسع ولو كان فوضويا إلى ضيق. وأمام هذا الواقع تفيد مصادرنا باءت كل محاولاته أمام مرؤوسيه والسلطات المحلية، بالفشل، ما خمّر فكرة الانتحار برأسه. فبعد إنهائه لمداومته ليلة الأربعاء إلى الخميس، قرر إطلاق النار على نفسه هروبا من الضغط الذي يعيشه، واختار مديرية الأمن الولائي مسرحا لتنفيذ الانتحار في حدود الثامنة والربع صباحا بعد التحاق المسؤوليين الأمنيين الكبار بمقر عملهم، حيث سمعوا العيار الناري الذي دشن لأول مرة في تاريخ الولاية، ظاهرة الانتحار بين أفراد سلك الشرطة، حيث أصبحت تزحف على ربوع الوطن بين أبناء هذا القطاع. وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها في ظرف أسبوع، بعد تلك التي نفذها شاب بمديرية النشاط الاجتماعي، والذي انتحر حرقا بعد رفض المسؤولين استقباله.