اعتبر الأمين العام لرابطة أئمة وعلماء دول الساحل الإفريقي الشيخ يوسف مشرية، أول أمس، بالجزائر العاصمة، عدم فهم الإسلام على حقيقته من بين الأسباب التي أدت إلى ظهور التطرف والإرهاب في المنطقة، داعيا الأئمة والعلماء إلى التحرك لتبصير المسلمين بحقيقة دينهم. وقال الشيخ مشرية في مداخلة له في أشغال الندوة الدولية لتضامن المجتمع المدني لبلدان الساحل مع الشعب المالي، إن "الإسلام بريء من التطرف والإرهاب وكل ما له علاقة بالعنف". ولتوضيح مدى تناقض مبادئ الإسلام مع سلوك الجماعات الإرهابية، ذكر المتحدث أن "التنظيمات الإرهابية في منطقة الساحل التي تزعم أنها تدافع عن الإسلام تعتمد على منطق العنف والاعتداء على الآخر". وبعد أن أكد أهمية تربية النشء الجديد على ثقافة التسامح، ألح الشيخ مشرية على أن منطقة الساحل التي تعيش "تفرقة" و"أزمات" هي في "أمسّ الحاجة إلى دور العلماء الإيجابي لخدمة الإنسانية ولحماية الإسلام". وفي هذا الشأن، دعا العلماء إلى استعمال كل قنوات الإعلام والإتصال الممكنة وكذا إلى تنظيم ندوات ومؤتمرات وملتقيات باستمرار ل "تقديم الخطاب الإسلامي الراشد وتبليغ رسالة الإسلام السمحاء حرصا على ضمان وحدة الأمة الإسلامية وأيضا على حماية فئة الشباب من مخاطر الإنزلاق في مسالك الجهل ولغة التطرف والإرهاب". ومن بين الحلول التي اقترحها الشيخ مشرية للتصدي خصوصا إلى هاتين الظاهرتين هي "التقرب أكثر من علماء المنطقة" وضرورة تصحيح وتحديد فهم بعض المصطلحات التي تستعملها بعض التنظيمات والجماعات الإرهابية كمصطلح "الجهاد" و«السلفية" و«التوحيد"... إلخ. يشارك في الندوة الدولية لتضامن المجتمع المدني لبلدان الساحل مع الشعب المالي التي تنظمها الشبكة الجزائرية لأصدقاء الشعب المالي 300 مدعو، منهم 123 مشارك يمثلون منظمات المجتمع المدني لبلدان الساحل الإفريقي بالإضافة إلى شخصيات إفريقية. وتعكف هذه الندوة التي اختتمت، أمس الإثنين، على دراسة عدة مواضيع متعلقة بالحوار والمصالحة الوطنية في مالي ودور المجتمع المدني في استتباب السلم في هذا البلد وكذا موضوع المواطنة والتضامن بين شعوب المنطقة، بالإضافة إلى مسألة اللاجئين والأزمة الإنسانية في الساحل.