أكد المكلف بالإعلام بوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، سليم بلقسام، أن التيفوئيد لا يعتبر في الجزائر من الأمراض المنقرضة أوتلك التي تم القضاء عليها نهائيا. وأشار ذات المتحدث إلى أنه سجل تناقص للمرض، مثلما حدث في تيارت ووادي سوف، حيث استفادت هذه الأخيرة خلال السنوات الماضية من مشروع ضخم لتطهير مياه الصرف الصحي. وأكد بلقسام أنه لا يوجد لقاح للمناعة من مرض التيفوئيد، مشددا على أهمية اعتماد تدابير وقائية بسيطة تشمل نظافة الأيدي ونظافة الماء الشروب، فضلا - كما قال - عن الغسل الجيد للخضر والفواكه قبل الاستهلاك. وأكد سليم بلقاسم عدم امتلاكه معطيات مكتوبة بخصوص ما حدث في مستشفى فرانز فانون بالبليدة. أما بخصوص ما حدث مؤخرا في الجلفة من إصابات، فقد أشار إلى أن "حالات الإصابة المسجلة في الجزائر خلال السنوات الأخيرة، بما فيها حالات هذا الفصل، تعود لانعدام النظافة واختلاط قنوات الماء الشروب مع قنوات صرف المياه من جهة، وهناك حالات مرتبطة باستهلاك المياه من الآبار غير المراقبة وحالات نادرة باستهلاك خضر وفواكه لم تغسل جيدا، وسقيت بمياه قذرة". وأشار سليم بلقسام إلى أن التيفوئيد عاد إلى الظهور لأنه مرض غير منقرض في الجزائر، مشيرا إلى وجود مرحلة تحول وبائي في الجزائر مفادها أنه منذ 30 سنة كانت 70 بالمائة من أسباب الأمراض والوفيات مرتبطة بالأمراض المتنقلة مثل التيفوئيد، في حين أنه حاليا، وفق ذات المصدر، فإن 70 بالمائة من أسباب الأمراض والوفيات تعود إلى أمراض غير متنقلة مثل السرطان، حيث أصبحت العوامل المرتبطة بأمراض متنقلة لا تشكل إلا أقل من 15 بالمائة، وفقا لتقديره دائما. وأكد ذات المصدر أن الإصابة بالأمراض المتنقلة توجد حاليا في تناقص مستمر، مثلما يحدث مع مرض الكوليرا الذي تمت مواجهته بالمراقبة الصارمة للمحيط، حيث سجلت آخر حالة لهذا المرض في الجزائر سنة 1996. وبشأن التدابير الواجب اتخاذها على المدى البعيد من أجل مواجهة مرض التيفوئيد، تحدث سليم بلقسام عن ضرورة اعتماد آليات من جانب السلطات المحلية بمختلف القطاعات لضمان احترام المعايير عند وضع قنوات المياه الصالحة للشرب وقنوات صرف المياه، مضيفا بقوله:«خاصة إذا كانت قنوات صرف المياه القذرة في وضع أعلى من قنوات المياه الصالحة للشرب". وأكد بلقسام أن احترام هذه المعايير، فضلا عن السهر على عدم استعمال مياه قذرة في الزراعة، هي أمور تسمح بتفادي المرض لا محالة.