لم تخفِ الكاتبة الروائية والصحفية بجريدة ''الثورة السورية''، لينا هويان الحسن، وهي تقارب الراهن الثقافي في سوريا، الألم العام الذي يتخبط فيه المشهد الثقافي هناك، خاصة فيما تعلق بالإبداع الأدبي تحديدا، وأوضحت الحسن أن حالة الارتهان للجيل القديم من الكتاب والأدباء في سوريا على مستوى الحضور والنشر والمقروئية على السواء من الأسماء الكبيرة واللامعة على غرار حنا مينا، غادة السمان، خيري الذهبي وغيرهم، وهو الأمر، حسب لينا هويان الحسن، الذي دفع بالأجيال الجديدة في سوريا وفي مقدمتها الجيل التسعيني لأن يشهر إنكاره للجيل القديم وهيمنته على المشهد الأدبي، وكان ذلك في ملتقى دمشق للرواية الذي رفض الروائي الكبير حنا مينا حضوره· وتضيف لينا الحسن أن المشكلة لا يمكن إلا أن تقع على عاتق الكتاب والمبدعين الذين لم يقدروا ربما على تجاوز نصوص الكبار، أو لم يقدروا على افتكاك وجدان القارىء وذوقه للإقبال على نصوصهم، إلى درجة وصل فيها أحد الكتاب السوريين من الجيل الجديد، تقول لينا الحسن، وقد طاش به الغضب، إلى التهجم على الروائي المصري الكبير نجيب محفوظ ووصفه ب ''التفاهة''· وفي ذات السياق، كشفت لينا هويان الحسن أن هناك رهانا كبيرا في سوريا اليوم على الأصوات النسائية الأدبية، التي تعاني هي الأخرى مشكلة هيمنة الأسماء الكبيرة على غرار مبدعة ''أدب الأظافر الطويلة''، كما يقال، الأديبة غادة السمان وبشكل أقل في الحضور الكاتبة كوليت خوري· ورغم لجوء كثير من الكتاب والمبدعات، تضيف لينا الحسن، إلى الحضور والرواج عبر الإعلام، إلا أن تجاوز القامات الكبيرة يظل صعبا لحد الآن، قبل أن تقول ''لم تستطع لحد الآن كاتبة سورية تمردت أن تصل من حيث الرواج إلى حذاء غادة السمان''· وهو الأمر الذي جعل كثيرا من الكتاب يسقطون في حمى الكتابة ''الإيروتيكية'' قبل أن تصحح نفسها قائلة ''والأصح أنها كتابات بورنوغرافية''، وهو ما تسميه ذات المتحدثة بافتعال الكتابة عبر موضة كسر التابو، الذي لا ينتهي بالكاتب -حسبها- إلا في السقوط في حشو المشاهد الجنسية بشكل مجاني· على صعيد آخر، وصفت لينا هويان الحسن راهن المسرح السوري ب ''الأفضل'' و''المتفاوت'' أيضا، ولكنها تسجل أن هناك تجارب جيدة يخوضها الجيل الجديد خاصة على مستوى الاشتغال بفنون العرض على غرار المسرح الراقص لتقدم أسماء جيدة وناجحة· ولم تفوت ضيفة ''الجزائر نيوز'' الفرصة لتطلق النار على ظاهرة الشللية المتفشية في الوسط الثقافي في سوريا، ليقاطعها الروائي رشيد بوجدرة واصفا الظاهرة ب ''الكونية''·