تشهد أمسيات الأيام الوطنية ال 21 للمسرح المتواصلة بسكيكدة حضورا ملفتا للجمهور، مما سمح بكسر الروتين بهذه المدينة التي تفتقد لمثل هذه العروض. وتواصل لليوم الرابع على التوالي على ركح المسرح الجهوي لروسيكادا توافد الفرق المسرحية لتقديم عروضها والتنافس للظفر ب "الدلفين الذهبي"، وسط تشجيع جمهور متذوق لهذا الفن أبهرته عروض الممثلين الشباب وتألقهم في أداء أدوارهم. فوسط هذه الأجواء التي تشهد حضور السكيكديين وكذا المصطافين من الولايات الأخرى الذين اختاروا شواطئ مدينة سكيكدة لقضاء عطلتهم الصيفية، عبّر العديد منهم عن فرحتهم لتزامن وجودهم مع هذه التظاهرة الفنية. ومن بين المسرحيات التي أثارت إعجاب الكثيرين، تلك التي قدمت، سهرة أول أمس السبت، بعنوان "آخر الجنود" من إنتاج الجمعية الثقافية للفنون الدرامية لأدرار لمخرجها بشير بشودة عن نص من اقتباس الأستاذة خديجة بومسلوك لنص "نزهة في ميدان" لفرناندو آرابال. فهذه المسرحية التي شارك في تجسيدها على الركح كل من مبارك رقاني وصليحة ببوش إلى جانب كل من أحمد بربكة ودرمشاكي عبد الجبار تدور أحداثها لمدة ساعة حول "الواقع الاجتماعي المرير في ظل التطورات المعاصرة وفي ظل تفكك العلاقة الإنسانية". وجاء هذا العمل في قالب كوميدي ساخر، أريد من خلاله "تعرية الأحداث الرهيبة التي يعرفها العالم بكل ما فيه من خوف وقلق وعبث وضياع خصوصا من خلال ويلات الحروب التي طغت عليه". من جهتها، أبدعت تعاونية كاتب ياسين لسيدي بلعباس بالتنسيق مع جمعية البسمة لحمام بوحجر من ولاية عين تموشنت بمسرحية "ما تبقى من الوقت" في أدائها خلال ثاني سهرات هذه الأيام، حيث تجاوب الجمهور الحاضر مع المسرحية والممثلين الذين قدموا عملا يعكس عالما رسم معالمه الإخراجية والسينوغرافية عبد الإله مربوح عن نص للعراقي حمود زيدان. وتتواصل الأيام الوطنية ال 21 للمسرح لمدينة سكيكدة إلى غاية 25 جوان الجاري مع تعاقب على ركح المسرح الجهوي فرق أخرى تتنافس على المرتبة الأولى وهي جائزة "الدلفين الذهبي" على غرار جمعية "الرسالة" لمسرح المسيلة التي تحصلت في الطبعة ال 20 لهذه الأيام على "الدلفين الفضي"، فضلا عن فرقة "سيرتا يسر" لبومرداس وأخرى من براقي من الجزائر العاصمة وقسنطينة.