جدد والي ولاية تيزي وزو، الخميس الفارط، انتقاداته اللاذعة لأعضاء المجلس التنفيذي للولاية المتمثل في المدراء والمسؤولين التنفيذيين ورؤساء الدوائر وحملهم المسؤولية في الوضع البيئي الكارثي الذي تشهده الولاية وكذا في التأخر التنموي، وخاطبهم على هامش اجتماع المجلس التنفيذي المخصص لتحضيرات احتفالات عيد الاستقلال والشباب بعبارات محرجة على غرار "احشموا على روحكم" و"اشعروا ولو قليلا أنكم مسؤولون" و"تستحقون عبارات توبيخ أكثر حدة". أصبح والي ولاية تيزي وزو، عبد القادر بوعزغي، لا يفوت أية فرصة أو مناسبة لفتح النار على المسؤولين التنفيذيين بالولاية وتحميلهم مسؤولية التأخر التنموي وعدم القيام بمهامهم على أتم وجه. ولا يتردد الوالي في معاتبة واتهام المسؤولين بالفشل والتسيب والتعبير عن عدم رضاه وعدم اقتناعه بالعمل الذي يقومون به. واستغل الوالي الاجتماع الثاني المبرمج للتطرق إلى تقدم أشغال التحضيرات لعيد الشباب والاستقلال لإطلاق تهم حادة للمسؤولين التنفيذيين، ورغم أن الوالي خاطبهم بعبارات محرجة خلال الاجتماع الأول لا يتقبلها أي مسؤول إلا أنه صعد في الاجتماع الثاني من لهجته، وأكد لهم أنهم يستحقون عبارات أكثر حدة على خلفية الفشل في القيام بمهامهم. وركز والي تيزي وزو في انتقاداته الحادة ولومه الشديد للمسؤولين على فشلهم في ضمان النظافة عبر تراب الولاية، حيث عبر عن سخطه الشديد من الوضع البيئي المتردي الذي تعيشه مناطق بلديات ودوائر الولاية سيما الانتشار الكبير للأوساخ والنفايات بطريقة عشوائية في المدن والمناطق الحضرية وعلى حافات الطرق الوطنية والولائية وفي الطبيعة والذي شوه المنظر الطبيعي والحضري "هناك مشاهد وصور من الأوساخ نراها في كل مكان غير مقبولة تماما وغير محتملة". واتهم عبد القادر بوعزغي المسؤولين وخصوصا رؤساء الدوائر بعدم القيام بمهامهم على أتم وجه "هذه الوضعية المتردية تؤكد عدم اهتمامكم بالوضع البيئي وعدم وجود أي مجهود، وتبين أنكم لا تقومون بأدنى وجباتكم". وبانفعال وغضب شديدين خاطبهم بعبارة "احشموا على روحكم"، وهي العبارة التي جعلت العديد من رؤساء الدوائر والمدراء التنفيذيين يشعرون بإحراج كبير ولم يجد الكثيرون أمامهم سوى طأطأة رؤوسهم والبعض الآخر احمرت وجوههم من شدة الخجل، قبل أن يضيف الوالي عبارات أخرى كلها انتقاد ولوم "تستحقون عبارات توبيخ أكثر حدة". وأكد الوالي أن ضمان النظافة لا يرتبط بمناسبة 5 جويلية "النظافة من المهمات الرئيسية للسلطات المحلية، إنه من الأولويات، واجب عليكم" مضيفا "من حق المواطن أن يعيش في نظافة وأن يستمتع بجمال الطبيعة والمدينة"، ووجه الوالي سؤالا لأعضاء المجلس التنفيذي "هل تعيشون أنتم في الأوساخ حتى تجعلوا المواطن محتوم عليه العيش فيها؟" مضيفا "اشعروا ولو قليلا أنكم مسؤولون وأنكم السلطة المحلية، فالنظافة أقل شيء يطلبه المواطن". وواصل الوالي انتقاداته اللاذعة باتهام رؤساء الدوائر والمدراء التنفيذيين بعدم الجدية في العمل وعدم اشتغال ساعات العمل القانونية في اليوم كاملة "لو تشتغلون ثماني ساعات بجدية ستصبح تيزي وزو جنة فوق الأرض"، وركز خصوصا على عاصمة جرجرة "إذا فشلتم في تحسين صورة مدينة تيزي وزو فكيف يمكن أن تنجحوا في تسيير قطاعاتكم في كامل تراب الولاية؟". هذا وبعد هدوء أعصابه حاول الوالي استدراك الوضع وخاطب المسؤولين "ابذلوا بعض المجهودات من فضلكم... الولاية بحاجة لتحقيق نهضة تنموية في كل القطاعات"، هذا قبل أن ينوه الوالي بالمجهودات التي يقوم بها رئيس دائرة تيزي وزو ميدانيا بهدف تحسين صورة المدينة وتجسيد كل المشاريع المسجلة "يشتغل 20 ساعة من 24 ساعة في اليوم لأنه يشعر حقا أنه مسؤول".