وضع نواب من جبهة التحرير الوطني الصراع الدائر داخل الكتلة البرلمانية حسب مصادر مطلعة، ضمن مخطط يرمي به الطاهر خاوة ومحمد العربي ولد خليفة لفرض عمار سعيداني على رأس جبهة التحرير الوطني- يقول مصدرنا- بإيعاز من سعيد شقيق الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث أكدت مصادر من داخل البرلمان أنه يتم تعفين الوضع داخل الكتلة بهدف عقد دورة للجنة المركزية بمن حضر لتنصيب سعيداني. لم يعد في نظر كثير من نواب المجلس الشعبي الوطني، محمد العربي ولد خليفة ذلك الرجل الورع والدمث ورجل العلم والثقافة القادم من هيئة علمية نظيفة "بل لوّثته السياسة ودخل بشكل غير مسبوق وبوجه مغاير على خط الأزمة الداخلية بينما هو رئيس المجلس الشعبي الوطني ولا يحق له أن يكون مع طرف ضد الآخر"، مبررا هذا الكلام بالنسبة لأحد النواب وزملائه الواقفين على النقيض من جماعة الطاهر خاوة المطعون في رئاسته للكتلة بالقوة، أن "ولد خليفة يتماطل ويتباطأ في تنصيب لبيض محمد خلفا للطاهر خاوة على رأس الكتلة البرلمانية للغرفة السفلى بعد أن استقبل ولد خليفة الرئيس الجديد وبارك له في منصبه الجديد قبل أيام"، وقال المتحدث أيضا "إن ولد خليفة توقف عن إتمام إجراءات التنصيب فجأة وبطريقة غير مفهومة، خاصة وأن الطاهر خاوة غيّر أقفال أبواب مكاتب الكتلة داخل المجلس لمنع الفريق الجديد من دخولها وكأنها ملكيته الخاصة". ووصف المناوئون للطاهر خاوة الوضع الحالي في الأفلان "بالمتعفن وغير المسبوق في تاريخ الجبهة بسبب الانفلات الخطير الواقع في الحزب وهياكله". وقد وصل الحد داخل الكتلة البرلمانية، أمس "إلى حد الاعتصام داخل الغرفة السفلى طلبا لمقابلة ولد خليفة وحمله على تنصيب رئيس الكتلة الجديد"، يضيف محدثنا. وتسرب عن نواب أفلانيين البارحة أن "القبضة الحديدية التي يصنعها الطاهر خاوة بامتناعه عن مغادرة رئاسة الكتلة مدعوما ببهاء الدين طليبة وجمال بوراس كرجال مال بالإضافة إلى التباطؤ المريب لولد خليفة في تنصيب رئيس الكتلة الجديد إنما هو مخطط لفرض عمار سعيداني على رأس الأفلان باستغلال أزمة الكتلة البرلمانية التي ستفتح مجالا لأعضاء من اللجنة المركزية لعقد دورة للجنة المركزية بمن حضر وتزكية سعيداني كرئيس للحزب"، ويتهم النواب أصحاب هذا الرأي، سعيد بوتفليقة صراحة بالوقوف وراء المخطط "لكننا سنقاوم إلى غاية إفشاله، فسعيداني رجل مرفوض ولن يُفرض علينا بهذه الطريقة". ويستدل المتحدثون على وصول الجبهة إلى الحضيض بالقائمة التي اقترحها الطاهر خاوة في إطار تجديد الهياكل (نسخة منها بحوزة الجريدة) وهي الصلاحيات التي لا يملكها بتاتا في نظر خصومه وخصوم فريقه من النواب. ويتهم نواب الطاهر خاوة بتنصيب أصحاب الشكارة والسير المشبوهة في هياكل البرلمان، فاعترضوا على "نائبي الرئيس المقترحين جمال بوراس وطليبة بهاء الدين وعلى بن قادة أسماء ووحيد بوعبد الله على لجنتي التربية والمالية". وكان عبد الرحمان بلعياط القائم بتصريف شؤون الحزب مؤقتا، قد أعرب عن رفضه القاطع لما بدر من الطاهر خاوة وفريقه، ليستمر الأفلان في النزول نحو الهاوية السياسية بعد انكسار قواعده وتضعضعها عبر كامل الولايات بسبب الصراع الدائر منذ المؤتمر التاسع، مما قد يُعجز الجبهة نظريا ومنطقيا عن إيجاد فارس لرئاسيات 2014 على صيغة توافق وإجماع مثلما "جرت العادة في الجهاز".