قال رئيس التنسيقية رابح بوستة في حواره مع "الجزائر نيوز" إن تقارب قيادة الأرسيدي من الأحزاب الإسلامية زاد من إصرار التنسيقية الوطنية لأجل إنقاذ الحزب على مواصلة النضال من أجل استرجاع الأرسيدي من قبضة الرئيس الحالي محسن بلعباس، متحدثا عن أسباب وخلفيات هذا التقارب... أين وصلت عملية تنصيب المكاتب الموازية لاستكمال النصاب القانوني للدعوة إلى مؤتمر استثنائي للأرسيدي؟ تمكنا في لقاء أقبو الأخير من توسيع دائرة المساندين لمبادرتنا لاستدعاء مؤتمر استثنائي للحزب إلى 26 ولاية لإرجاعه إلى مساره، وقد تمكنا لحد اليوم من تنصيب عشرة مكاتب جهوية موازية كان آخرها تنصيب رئيس المكتب الجهوي لوهران، وقد تم برمجة لقاءات أخرى بعد شهر رمضان على أن يتم الانتهاء من العملية مع الدخول الاجتماعي المقبل، حيث يعقد لقاء وطني كما هو مبرمج في البرنامج المسطر نهاية السنة للنظر في مسألتين هامتين أولاهما تحديد تاريخ المؤتمر الاستثنائي وتنصيب اللجنة التحضيرية له وإيداع طلب الترخيص بعقد المؤتمر لدى الداخلية. أما النقطة الثانية فتتعلق بالتحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة التي ستناقش كل الأطروحات الممكنة في هذه الاستحقاقات كمساندة مترشح أو الترشح فيها، لأنه ليس من مصلحة أي تنظيم ما مقاطعة انتخابات تنظم بعد خمسين سنة من الاستقلال، وفي ظل ما يعرف بالربيع العربي، فبالنظر إلى هذه المعطيات، فإن هذه الاستحقاقات ستكون أفضل من الاستحقاقات السابقة لاسيما رئاسيات 1999 و2004. ما تعليقك على خرجة قيادة الأرسيدي الأخيرة التي قامت بلقاءات تشاورية مع أحزاب اسلامية؟ أنا استحضر هنا ما قاله سعيد سعدي منذ عشرين سنة لزعيم الفيس عباسي مدني وهي "منخليوكمش تطلعوا الى السلطة بعد تشريعيات 1991"، وكنا وقتها الحزب الوحيد في الساحة السياسية الذي طالب بتوقيف المسار الانتخابي لتشريعيات 1991 وشن كل إطارت الحزب وقتها حملة وطنية لإقناع كل فئات الشعب بضرورة وقف المسار الانتخابي باعتباره الخيار الأفضل لانقاذ الجزائر من خطر الأصولية الإسلاموية. ودفع الارسيدي ثمن دفاعه عن مواقفه لحماية الجزائر خلال العشرية السوداء بفقدانه 126 من إطاراته لا لشيء سوى لأنهم صمدوا في وجه الأصولية الإسلاموية. في رأيك ما سبب هذا التغيير في موقف الحزب وفي هذا الظرف بالذات؟ لكي نفهم هذا التغيير الراديكالي في موقف الأرسيدي، لا بد من أن نذكّر بالمظاهرات والمسيرات التي عرفها الشارع الجزائري التي دعا إليها الحزب ابتداء من 22 من شهر جانفي 2011، التي كانت بداية لما يعرف بالربيع العربي الذي انتشر في غالبية عواصم الدول العربية، حيث كانت المسيرات تبرمج في يوم الجمعة، إلا في الجزائر كانت تنظم كل يوم سبت بهدف التمييز عن الإسلاميين، وكانت دولة قطر تساند وتدعم ماليا وسياسيا كل الحركات في العالم العربي ما عدا في الجزائر لأنها ترى أن المنظمين للمظاهرات في الجزائر هم من الديمقراطيين واللائكيين، وتقارب الأرسيدي من الإسلاميين رسالة إلى أمير قطر بأنه على استعداد لمساندة ودعم بديل إسلاموي في الجزائر. لم نلحظ أي انتفاضة داخل الأرسيدي ضد هذا التغيير في مواقف الحزب؟ هناك أشياء تحضر في أوساط المناضلين الذين تفاجأوا بموقف الحزب هدفها كسر إجراءات هذه المصالحة مع الإسلاميين، حيث تم التحضير لعريضة تنديدية تقودها عائلات إطارات الحزب ضحايا الأصولية، وما لاحظته أن مناضلي الحزب وإطاراته لا يعترفون بما يقوم به محسن بلعباس وأتباعه في التنظيم الذي لاحظ بدوره هذا الاستياء بدليل أنه سارع بعقد ندوات ولقاءات في شهر رمضان لجلب اهتمام إطارات ومناضلي الحزب إليه. هل تتوقع أن يقدم الأرسيدي مرشحه للرئاسيات المقبلة؟ نتوقع أن يجري الأرسيدي اتفاقا مع الإسلاميين من أجل مرشح الوفاق الوطني، قد لا يكون مرشحا إسلاميا مائة بالمائة، لكن سيأتون بشخصية محافظة ذات ميولات إسلامية.