قال رابح بوستة مسؤول التنسيقية الوطنية لحزب التجمع من الثقافة والديمقراطية "أن اللقاءات المبرمجة من قبل الإدارة الحالية مع الأحزاب الإسلامية، تصرف يعتبر بمثابة جريمة ثانية بحق شهداء الأرسيدي البالغ عددهم 126 شهيدا"، حيث وصف هذه اللقاءات ب "زواج المصلحة" الذي لن يكتب له النجاح. وقد اوضح بوستة في تصريح صحفي في سؤال له يتعلق بتاريخ انعقاد مؤتمر استثنائي بعد مرور خمسة أشهر على إنشاء التنسيقية الوطنية للأرسيدي قائلا:" سنكون في الموعد وسيتم تحديد التاريخ عما قريب، خلال اللقاء الوطني الذي سيجري بعد اختتام عملية هيكلة الولايات. سيحضر اللقاء جميع أعضاء المجلس الوطني وأعضاء المكاتب الجهوية. وسيتضمن جدول الأعمال تنصيب اللجنة التحضيرية للمؤتمر الاستثنائي واتخاذ قرار بخصوص الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، إذ سندرج في هذا الوقت بالذات طلبا رسميا لتنظيم مؤتمرا استثنائيا. والحال أن نجاحنا اليوم في اكتساح العشرات من الولايات، يعود إلى الإرادة التي تحدونا، وإلى قناعتنا كسلاح ومصداقية المسار كمفتاح لتحقيق ما نصبوإليه، ذلك لأننا ننتمي إلى جيل من المناضلين لديهم قناعة راسخة بأن لا شيء يمكنه أن يقف في وجه ديناميكية ولدت مع الأمل الذي أفرزه الربيع الأمازيغي وروته دماء الربيع الأسود. غير أن المؤتمر الاستثنائي ليس غاية في حد ذاته، بل مرحلة تسبق التوصل إلى بناء جسر مع قوى ديمقراطية أخرى على نحويتيح تضافر الجهود الضرورية لاستحداث بديل ننتظره منذ زهاء نصف قرن". مضيفا "الحقيقة أننا نريد مناقشة الدستور الذي سيُخضع للشعب للمواقفة عليه. أما بخصوص الذين فضلوا الهروب إلى الأمام فإن الأمر لا يعدوأن يكون مجرد ضربة سيف في الماء"، وتساءل هل تعتقدون أن الشعب يأبه بهذا "الكرنفال في دشرة"؟ فالسياسية مسعى جادا، وحينما نعجز عن تنظيم انتخابات تعددية في الحزب، جدير بأن ننسحب لأن الديمقراطية تحتاج إلى ديمقراطيين. أما بخصوص هذه الاتفاقية، تحضرني قصة يرددها الناس في بلاد القبائل تتحدث عن رجل أراد الشهرة فأقدم على تلويث منبع للمياه. وعليه، فإن الاستراتيجية من هذه الزاوية واضحة تماما، إذ تم تعيين بوفادن عبد الرحيم كرئيس للمكتب الجهوي وجيماوي كريمة بالمكتب الوطني للتنسيقية الوطنية من أجل انعقاد مؤتمر استثنائي، وصلنا إلى هيكلة 10 ولايات، وهي حصيلة جد إيجابية، بالنظر إلى الوضع المعقد. ومن ثم فإن جهاز الحزب خسر المعركة حينما قرروا توجيه دعوة للإدارة لمنع المجالس التي نحن بصدد عقدها. كان بودهم أيضا دعوة مناضلي الحزب لكن الفجوة التي تفصل جهاز الحزب عن القاعدة النضالية حالت دون ذلك مما جعلهم يغيرون الوجهة. صحيح أن القوة العمومية نجحت في حملنا على تغيير موعد بجاية، لكن لن يكون بوسعها أبدا إلغائه طالما أنه أعيد برمجته لهذا الأسبوع. كما أكد مسؤول التنسيقية الوطنية للأرسيدي أن الإسلاميين هم أكبر المستفيدين، ذلك لأنهم بصدد الترويج لصورة حركتهم في الغرب، حتى يظهروا أنه يمكن للآخرين التعايش معهم، وذلك تطبيقا للإستراتيجية التي تمليها الولاياتالمتحدةالأمريكية وتنفذها قطر. أما بخصوص جهاز الأرسيدي، فإنهم على علم بأن زواج المصلحة لن يكتب له النجاح، ومن شأنه أن يدفع المناضلين للانضمام إلى الحركة التي أسسناها بتاريخ 9 فيفري الفارط. ويمكنني القول أيضا أن هذا التحالف هوبمثابة عرض خدمة موجه إلى أمير قطر. وبالنظر إلى هذه المعطيات، لا يستبعد أن يقدم جهاز الأرسيدي على مساندة مرشح إسلاماوي للإنتخابات الرئاسية 2014.