باشرت قوات الجيش الوطني الشعبي، أمس، حملة تمشيط واسعة النطاق استهدفت غابات منطقة أزفون، الواقعة على بعد 65 كم شمال شرق تيزي وزو، وذلك على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي شهدته المنطقة عشية عيد الفطر، الذي خلف اغتيال ثلاثة عناصر من الشرطة القضائية بالطريق المحاذي لمستشفى أزفون في كمين إرهابي. وكشفت مصادر أمنية محلية أن منطقة أزفون استقبلت مساء عيد الفطر تعزيزات عسكرية مكثفة متمثلة في عدد معتبر من الجنود وعناصر القوات الخاصة مدعمين بأحدث الأسلحة الحربية على غرار المدرعات الآلية والقذائف والمروحيات الحربية. وأشار مصدرنا إلى أن فرق وحدات الجيش انتشرت في الغابات المعروفة بكامل البلديات التابعة لدائرة أزفون، على غرار أقرو وأغريب وآث شافع، موضحا أن حملة التمشيط استهدفت بصفة أكثر مواقع معروفة بالمنطقة أنها من ملاجئ عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي لاسيما بعدما توصلت الأجهزة الأمنية اعتمادا على عنصر الاستعلام، إلا أن الجماعة الإرهابية التي نفذت اعتداء أزفون الأخير وقتلت ثلاثة عناصر من الشرطة القضائية عشية العيد خرجت من غابات أقرو واحتجزت صاحب مركبة "رونو كونغو" داخل هذه الغابات إلى غاية الانتهاء من الاعتداء الإرهابي، فضلا عن عملية اغتيال عقيد في صفوف الشرطة أواخر شهر جويلية المنصرم، بقرية ثيفريث نايث الحاج ببلدية أقرو. وحسب المعطيات المتوفرة لدنيا، فإن قوات الجيش قررت تمشيط هذه الغابات لتقفي آثار فلول العناصر الإرهابية القابعة بالمنطقة. وفي سياق هذه العملية، علمت "الجزائر نيوز" من بعض سكان أزفون، أن المروحيات الحربية كثفت من عمليات التحليق على غابات المنطقة، وأرجع مصدر أمني إلى مراقبة المسالك الغابية والوديان والمواقع المستهدفة من السماء وإحباط أي محاولة فرار من طرف العناصر الإرهابية التي يتوقع أنها تختبئ في المنطقة وكذا السماح لعناصر الجيش بالانتشار والتوغل داخل الغابات. يذكر أن منطقة أزفون الساحلية تشهد كل موسم اصطياف تصعيدا أمنيا مقلقا، وتسجل اعتداءات إرهابية متكررة أغلبها جاءت في نصب الكمائن وتفجير القنابل التقليدية عن بعد. هذا، وكشف مصدر أمني مؤكدا أن الناحية الشمالية لغابات منطقة إيعكوران، الواقعة على بعد 50 كلم شرق تيزي وزو، تخضع هي الأخرى إلى مراقبة شديدة من طرف قوات الجيش الوطني الشعبي على خلفية ورود معلومات من طرف السكان تفيد برصد تحركات مجموعة إرهابية بالمنطقة خلال الأيام الأخيرة، خصوصا وأن هذه المنطقة يربطها شريط غابي كثيف مع غابات أقرو وأزفون، حيث كشفت مصادرنا أن عناصر الجيش انتشرت في مختلف المسالك التي تؤدي إلى الغابات المذكورة، ولم يستبعد مصدرنا أن تكون هذه العملية على علاقة بحملة التمشيط التي استهدفت غابات أزفون وذلك لمنع فرار العناصر الإرهابية إلى منطقة إيعكوران التي تعرف بأكبر ملجأ لعناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي بمنطقة القبائل.