يرى أستاذ العلوم السياسية، مصباح مناس، أن التطورات الأخيرة في مصر ستؤدي لاحقا إلى انفراج الأزمة المصرية وعودة الاستقرار، لأنه ليس من مصلحة الإخوان الخروج من المشهد المصري، وأن منطق العقل هو الذي سيسود. في اعتقادي أن هذا المخاض الذي تمر به مصر ليس مخاضا سهلا، ولكن أظن أن الأمور تتجه مستقبلا إلى حالة من الاستقرار بعد فض اعتصامات الإخوان، لأنه واضح تماما أن الخطاب التصعيدي والتهديدي للإخوان من ناحية المضمون لا يعكس بدرجة كبيرة الواقع الموجود. الإخوان هو تنظيم دولي عالمي، ولو أن قلب التنظيم هي القاهرة، وأن هناك أطراف اقليمية ودولية تعمل على تغذية الصراع الموجود وهذا خدمة لأطراف، من ضمنها إسرائيل، لأن ما يحصل يؤدي بالضرورة إلى تحويل أولويات الدولة المصرية إلى أمور أخرى فرعية ترهق في نهاية المطاف مصر ولا تخول لها أن تلعب الدور الاقليمي والدولي الذي يتلاءم مع وزن مصر. في اعتقادي أن الإخوان سيبقون في حالة التصعيد والتهديد أيضا، بتحويل كل مدن مصر إلى ساحات اعتصام، ولكن شخصيا أرى أن هذا السيناريو مستبعد وأنه مع الوقت تشهد الأمور في مصر انفراجا، وليس لدى الإخوان إلا القبول بقواعد اللعبة الجديدة لما يحفظ لهم مكانة في المشهد السياسي المصري، لأن العنف قد يؤدي بهم إلى الخروج نهائيا من هذا المشهد، وفي تصوري أن منطق العقل والحكمة هو الذي سيتغلب في نهاية المطاف.