يرى مصباح مناس أستاذ العلوم السياسية أن ما يحدث في تونس حاليا تقف وراءه أيادٍ خارجية تريد خلط الأوراق ولا تريد الاستقرار لهذا البلد، مستبعدا أن تتكرر التجربة الجزائريةبتونس. ما هي قراءتكم للمشهد التونسي والانسداد الموجود؟ بالنسبة للحالة التونسية أعتقد أن ما يحصل بها هو إرهاصات ما يسمى بالتحول أو الثورة التونسية التي جاءت على أنقاض النظام السابق وهي تتقاطع مع الحالة المصرية في خصوصيتن، وهما أن الحركتين (النهضة والإخوان المسلمين) كانتا ممنوعتين خلال الحكم السابق، وهما الآن في سدة الحكم، وما يحصل في تصوري هو رفض لحكم الإسلاميين في الدولتين، ويعبر على ذلك بالمظاهرات وبأحداث العنف وصولا إلى ما حصل في تونس وهو اغتيال زعيم حزب سياسي. هناك أطراف اتهمت النهضة بالاغتيال، هل تعتقدون بأنه كذلك؟ أنا في اعتقادي الشخصي أن هناك أيادٍ خارجية تريد خلط الأوراق داخل تونس ولا تريد لها الاستقرار، وأكثر من هذا فإن هذه القلاقل سواء في تونس أو مصر أو ليبيا أو مالي أقرأها شخصيا بمثابة استهداف للجزائر من خلال زيادة الأعباء الأمنية وحتى الاقتصادية. هل يمكن القول بأن ما حدث في الجزائر سيتكرر في تونس؟ أنا لا أعتقد أن الحالة التونسية في طريقها إلى حالة الفوضى والانفلات التي عرفتها الحالة الجزائرية في ال 90 وهذا راجع لأسباب من بينها، أن التيار المعتدل (النهضة) رافض لكل أساليب العنف، كما أن تونس هي دولة ثانوية وليست بحجم الجزائر التي تبقى الدولة المركزية في المنطقة، بينما الأحداث التي عرفتها تونس أثناء تغيير نظام بن علي أكدت أن المجتمع التونسي يملك الحد الأدنى من الوعي الذي لا يسمح له بتدمير المكتسبات التي تحققت منذ الاستقلال. والنقطة الأخيرة هي أن اقتصاد تونس حساس يعتمد بالدرجة الأولى على السياحة التي تتطلب الأمن والاستقرار وهناك إدراك لدى كل الشرائح السياسية في تونس لهذه الحقيقة، وهو بمثابة صمام أمان لعدم الانسياق نحو الفوضى التي ستكون وبالا على الجميع.