رحت ونجيب نجوب شوارع الجنة النظيفة وحدائقها وبساتينها ثم دعاني إلى شاي معسل في صالون جميل يحمل عنوان صالون الجنة، وكان مليئا بالأدباء والمثقفين والمفكرين ومعظمهم في حالة انتظار ساعة الحساب، ورحمة من ربي تركهم يتنعمون في الجنة باعتبارهم من غير المجرمين وأصحاب الكبائر، وجلست مع نجيب محفوظ على نافذة مطلة على نهر مترقرق، وسألت نجيب إن كان يحن إلى الكتابة، فضحك وقال لي، أنا حتى هنا لم أتوقف عن الكتابة، ولي قراء كثيرون يأتون إلى الجنينة التي أقيم فيها كل نهاية أسبوع لأقرأ على مسامعهم بعض الفصول حول الحياة الجديدة في الجنة، وكيف تحولت نظرتنا إلى الحياة بعد أن ذقنا ملذات الحياة الثانية واكتشفنا ما كان غامضا وخفيا علينا.. وقال لي نجيب محفوظ إنه يحن إلى مصر، لكنه يتذكرها بحزن وأسى حول ما يحدث اليوم بها من صراع على الكرسي بين العسكر والإخوان والعلمانيين..