أوضح الباحث الجزائري، مراد يلس، من جامعة باريس، أن الكاتب الكبير مولود معمري اعتمد نظرية الجمع بين الأنثروبولوجيا والأدب في كتاباته التي تجمع بين التقاليد الشفوية للمجتمع الجزائري والأسلوب الأدبي الذي ميز رواياته وقصائده· أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي، أمس، خلال افتتاح أشغال الملتقى الدولي الأول حول الأنثروبولوجيا الإفريقية، أن الهدف من تنظيم هذا الملتقى الأول من نوعه في إفريقيا هو الجمع بين الأنثروبولوجيين الإفريقيين، مرجعة سبب غياب هذا الملتقى سنة 19 إلى 69أن الدول الإفريقية كانت حديثة الاستقلال، وتفتقر إلى وجود عدد كبير من الأنثروبولوجيين· وأضافت خليدة تومي خلال الملتقى الدولي للأنثروبولوجيا الإفريقية الذي نظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الانسان والتاريخ، والذي انطلقت فعالياته، أمس، وتستمر إلى غاية 4 جويلية الجاري بالمركب الثقافي الهادي فليسي في إطار المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني، بأن الدول الإفريقية تملك الآن عددا محترما من الأنثروبولوجيين، مشيدة بتخصيص هذا الملتقى لتكريم الأنثروبولوجيين الإفريقيين الكبار، وهم ''جومو كنياتا'' و''حمدوا همباتي'' و''مولود معمري'' و''شيخ أنتا ديوب''· الباحث الجزائري مراد يلس كشف في مداخلته أن مولود معمري اعتمد في نظرته النقدية للأنثروبولوجيا الإفريقية والمغاربية، على أربع نقاط أساسية وهي التركيز على الحياة الاجتماعية السياسية للمجتمع، وما ميزها خلال الفترة الاستعمارية وفترة الاستقلال· وركز ذات المتحدث على مشكل القيم التي تتحول وتتغير مع تغير الأفراد والوقت، إلى جانب النقطة الأساسية الثالثة التي تتمثل في الموضوعية في الكتاب كونه يكتب عن مجتمع ينتمي إليه، وأخيرا اعتماده على الجانب السياسي للمجتمعات وتركيزه على العلاقة الموجودة بين الكتابة والأنثروبولوجيا· وقد شهد اليوم الأول من الملتقى تدخلات المختصين والأساتذة الجامعيين من مختلف الدول الإفريقية المشاركة حول الشخصيات الأنثروبولوجية البارزة أمثال ''كوجو أوبوكوايدو جومو كينياتا''، ''ساليا مالي هامباتا با''، ''شيخ أنتا ديوب''، إلى جانب التطرق إلى مواضيع متعلقة بالأنثروبولوجيا الإفريقية والتراث الإفريقي اللامادي مثل ''الخطاب الأدبي الإفريقي والأنثروبولوجيا''، ''الأصول البربرية للنظام السياسي في المالي''، ''المخطوطات العربية في الأنثروبولوجيا التاريخية''، ''تجربة جمع التراث الموسيقي في الأهقار''، ''الجهود الرائدة لمحمد بن شنب في دراسة التقاليد الشعبية الجزائرية''، ''ثقافة التقاليد الشفوية''، ''الدولة والصحة والمجتمع في الدول الصحراوية الإفريقية''، ''الثقافة والمتحف والأنثروبولوجيا والتراث الإفريقي''·