أكّدت وزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي أنّها مستعدة لتبني أيّ مشروع يتّفق عليه الباحثون الانثروبولوجيون الأفارقة من أجل استمرارية التعاون والتبادل في هذا المجال الهام، مشيرة خلال افتتاحها أمس لأشغال الملتقى الأوّل للانثروبولوجيين الأفارقة الذي ينظمه المركز الوطني للبحوث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ بمركب "العادي فليسي"، أنّ الكرة الآن في ملعب الباحثين الأفارقة لاقتراح أفكار فاعلة وقابلة للتجسيد. المسؤولة الأولى على قطاع الثقافة في الجزائر توقّفت مطوّلا في الكلمة الافتتاحية التي ألقتها بمناسبة الملتقى الذي يعدّ الأول من نوعه حيث جمع الباحثين الانثروبولوجيين الأفارقة على أرض افريقية لمناقشة مجتمعاتهم، عند الأصول العربية والإفريقية والبربرية للأرض الجزائرية، وعلى الدور الذي لعبته الجزائر في احتضان زعماء الحركات التحرّرية الأفارقة خلال ثورتها وبعد الاستقلال، وتطرّقت إلى أهمية الشخصيات التي يكرّمها الملتقى ويقام على شرفها في مقدمتهم الانثروبولوجي المعروف والرئيس الكيني السابق جومو كنياتا الذي جمع بين السياسة والثقافة وأحمدو همياتي با والشيخ أنتا ديوث المختص بدراسات الحضارة الفرعونية إلى جانب الكاتب والمفكّر الجزائري المعروف مولود معمري. ومن جهته، تحدّث مدير المركز الوطني للبحوث سليمان حاشي عن أهمية الملتقى الذي يسعى إلى إيجاد آفاق للتعاون المشترك بين الباحثين الأفارقة في مجال الانثروبولوجيا. وفي تصريح ل"المساء" أكّد الدكتور حلمي شعراوي رئيس مركز البحوث العربية والإفريقية في القاهرة على أهمية الملتقى الذي تحتضنه الجزائر مشيرا إلى أنّ هذا اللقاء بين المثقفين مهم جدّا لأنّ من شأنه تمهيد لقاءات جدية وفاعلة. مضيفا أنّ هذا اللقاء الأوّل من نوعه كشف العديد من الحقائق أهمّها أن الكثير من الانثروبولوجيين الأفارقة احترفوا السياسة وأنشأوا أحزابا وكافحوا من أجل الحرية وهذا يعني -يقول شعراوي- أنّ التقاء الشعوب الإفريقية ممكن وضروري لمواجهة العولمة وآثارها التي تنفي الخصوصي. أما عن غياب أعمال مشتركة في هذا المجال بين الشعوب الإفريقية، فقد ردّها المتحدّث إلى النّظم السياسية الراهنة التي قفزت بنا لعوامل الاندماج في الاقتصاد الغربي الرأسمالي وتجاهل دور المثقف وغياب صفة الرئيس المثقّف. يذكر أنّ الملتقى شهد في يومه الأول تقديم ورقات تعريفية للمكرّمين الأربعة تمّ خلالها استعراض أفكارهم ونضالهم السياسي والعلمي من أجل إيصال أصوات مجتمعاتهم كشعوب لها تاريخها وحضارتها وتقاليدها التي تميّزها عن غيرها وعلى قدرتها على التفكير والتغيير. كما شهد اليوم الأول للملتقى الذي تختتم فعالياته غدا تقديم العديد من المداخلات التي استعرض من خلالها الباحث الموسيقي الفرنسي بيار أوجيار تجربة جمع أغاني الإيمزاد بالجنوب الجزائري في 2008 بمشاركة 60 فنانا بين موسيقي ومؤدّ، كما تناول الباحث الفرنسي أيضا شارل قريمون من جهته البحث الذي قام به حول مخطوط عربي نادر يتناول تاريخ شمال المالي، ومن المنتظر أن تناقش أشغال اليوم محور "الهوية والتطوّر".