قتلى، انهيار المنازل، قطع الطرقات، هلاك الماشية، إتلاف المحاصيل الزراعية، وغيرها من الخسائر المادية والبشرية التي تسجل سنويا جراء تساقط الأمطار الطوفانية في ظل غياب تدابير وقائية لمواجهة التقلبات الجوية، لاسيما أن تهاطل الأمطار لساعات فقط كاف ليعيد مشاهد الخراب في معظم ولايات الوطن حتى المناطق الحضرية منها. خلّفت الأمطار الطوفانية التي شهدتها بعض ولايات الوطن، على غرار ولايتي أم البواقي وخنشلة، في الساعات الماضية، خسائر بشرية ومادية معتبرة، وتكون بذلك قد أعادت إلى الأذهان مشاهد الخراب المسجلة في السنوات الماضية المترتبة عن تغير أحوال الطقس. هذه المشاهد التي تتكرر كل سنة لم تحفز السلطات المعنية على اتخاذ إجراءات كفيلة تسمح بالتقليل على الأقل من الأضرار المرتبة عن ذلك، وإنما تكتفي بالتدخل عقب وقوع مثل هذه الكوارث تحت غطاء اتخاذ إجراءات استعجالية لتعويض المتضررين، وهو ما حدث بولاية أم البواقي التي خلفت الأمطار الطوفانية التي تهاطلت بها نهاية الأسبوع الماضي.. أمطار طوفانية ألحقت أضرارا بأزيد من 250 منزل، كما تسببت المياه بإتلاف المحاصيل الزراعية بنسبة 100 بالمائة. تضاف هذه الحصيلة إلى الخسائر المادية التي سجلت بولايات أخرى جراء تهاطل الأمطار الطوفانية. يحدث هذا في الوقت الذي يعمد الديوان الوطني للأرصاد الجوية إلى الإعلان عن نشريات خاصة. وعلى ما يبدو فإن الأشخاص لا يكترثون بها إذا كان الغرض منها هو تحذير الناس لأخذ الاحتياطات الضرورية التي تسمح بتفادي تسجيل مثل هذه الخسائر. إلى جانب ذلك، سجلت مصالح الحماية المدنية في الأربع والعشرين ساعة الماضية، وفاة أربعة أشخاص على مستوى الوطني جراء الأمطار الاخيرة التي تهاطلت على منطقة الشرق الجزائري. ويعتبر السكان القاطنون على ضفاف الأودية والمنحدرات الأكثر عرضة للهلاك، بسبب فيضانات الأودية التي غالبا ما تتسبب في جرف المنازل، لاسيما المنازل الهشة والبناءات الفوضوية التي يلفظ فيها سنويا العديد من القاطنين أنفاسهم الأخيرة بها. ولا يقتصر تسجيل هذه الخسائر المادية والبشرية على المناطق الريفية والولايات الداخلية من الوطن، بل يمتد ليشمل حتى المناطق الحضرية التي غالبا ما يتعطل بها النشاط بسبب التقلبات الجوية.