من المؤسف أننا بالجزائر لم نعد نستفتح الموسم الدراسي، دون وقع الإضرابات وغضب الأساتذة، ويبدو أن محاولة عبد اللطيف بابا أحمد التي حدّ بها من الاحتجاجات العام الماضي، وكان سعيدا بالانتصار، لم تكن إلا استراحة محارب بالنسبة لمناضلي قطاع التعليم الذين أعطوه فرصة للتعرف على القطاع والتفكير في حلول جدية لمشاكله، لكن لم يقابل كرمهم بمثله، وإنما وجدوا أنفسهم دائما في نقطة البداية التي خاضوا من أجلها معارك ضارية عبر سنوات دون جدوى، فرحلتهم "السيزيفية" مع تلك المطالب ما تزال مستمرة ولم تكتب لها نهاية غير متوقعة كتلك التي عرفها استوزار "بن بوزيد" الذي غادر القطاع مخلفا المطالب ذاتها التي تتمسك بها جميع النقابات والعمال، وزادها تعقيدا بالقانون الأساسي وما أضفاه من خلل على عدة مستويات بالنسبة للأساتذة. إذا كانت بداية العلاقة التي جمعت الوزير بالحركة العمالية طبعها الهدوء الموسم الماضي، فإنها بداية من الدخول الفارط راحت تعود إلى سابق عهدها، وها هم المناضلون يستمرون على مدار أسبوعين في التمسك بالإضراب والإصرار على المطالب الاجتماعية التي عوملت دائما بأسلوب ملتوٍ، لكن على الحكومة أن تخرج عن صمتها لأن المعنيين يشعرون هذه المرة بالتماس مع نقطة اللاعودة، فعلى الأقل - ونقول على الأقل وليس على الأكثر- أن يشعر هذا الأستاذ أنه عومل باحترام كما يليق بمقامه في سلم بناء الدولة.