توقع نجمة التلفزيون الجزائري، الإعلامية صورايا بوعمامة، كتابها الصادر عن منشورات anep «يوميات لم تكن للنشر»، مساء غد الخميس بجناح الناشر بالمعرض الدولي للكتاب. هذا الكتاب (270 صفحة) يعتبر أول عمل منشور للإعلامية صوريا بوعمامة، التي تصنف ضمن أبرز وأهم وجوه التلفزيون الجزائري، منذ بداية العشرية الأخيرة للقرن الماضي. ويروي يوميات حميمة ومليئة بالحزن والخوف، عبر تفاصيل لا نراها في الوجوه التي تطل علينا من خلف العدسة مزينة بالمساحيق التجميلية، حيث تحكي «بوعمامة» بصدق مأساتها المشتركة مع عمال التلفزيون وعالم الصحافة بشكل عام، أولئك الذين كانوا أكثر المستهدفين في زمن الحرب المجهولة التي عاشتها الجزائر في التسعينيات، لأن عملية اغتيالهم كانت تحقق الصيت المطلوب. من يطلع على كتاب الزميلة «بوعمامة» يكتشف من تفاصيله أن من نسميهم نحن الإعلاميون «شهداء الواجب»، عاشوا مرارة الموت في كل لحظة من ذلك الزمن العاصف، وهم على قيد الحياة، قبل أن يقعوا ضحايا لجلادين غالبا ما مروا على أبوابهم وربما ألقوا عليهم التحية وردوا هم بأحسن منها. عاشوا مرارة الموت وهم يودعون عائلاتهم كل صباح دون أمل في العودة مساء إلى أحضانهم، عاشوها وهم يبكون على أجساد مسجاة تحت العلم الوطني بالأمس احتسوا مع أصحابها القهوة، عاشوها وهم يقتسمون فرحة الزواج مع «يفصح» وهم يودعونه بعد أيام من ذلك إلى مثواه الأخيرة.. ما يرويه كتاب «أوراق لم تكن للنشر» من تفاصيل قاسية، لا يقتصر على النهاية التراجيدية للكثير من الزملاء، وإنما حتى أولئك الذين نجوا، وكيف تعايشوا مع الوضع وحولوه إلى «كوميديا سوداء»، ضحكوا وبكوا منها في لحظة واحدة، وهذا يبرز عبر الحكايات التي سردتها الكاتبة في يوميات الهروب والاختباء من شبح الموت، التي قد تتحول في لحظة ما إلى مشاهد كوميدية رغم دافع الرعب الذي يخلقها. وجود بعض الاختلالات في بناء الكتاب، التي اعترفت بها الكاتبة في المدخل، لم تنقص من قيمة العمل، لأن صاحبته استطاعت في تجربتها الأولى أن تخرج المأساة الاجتماعية والإنسانية التي عاشها الزملاء داخل مبنى التلفزيون إلى النور، وتجعلها تجربة يشترك فيها كل من يقرأ الكتاب.