ما قاله الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش، في الندوة الصحفية التي عقدها بمركز الصحافة للمركب الأولمبي محمد بوضياف، يحيل إلى الكثير من التفاصيل التي ينبغي أخذها في الاعتبار قبل موعد التاسع عشر من نوفمبر الجاري، أين ستدور احداث المقابلة الفاصلة بين الخضر والخيول البوركيانبية. وبعيدا عن الجوانب الفنية والتقنية التي تخص المدرب وطاقمه الفني، سواء فيما يتعلق بالتشكيلة المشاركة والوضع البدني للاعبيين أوخطة اللعب المقرر تطبيقها في المستطيل الأخضر.. بعيدا عن كل تلك التفاصيل فإن ما يلفت النظر هو ما حذر منه حليلوزيتش في حديثه عن الأنصار . فرغم أن أبجديات الكرة تقول إن المنتخب (أي منتخب) تتصاعد حظوظه وتتضاعف إذا كان سيلعب أمام جمهوره بينما يحدث العكس في أرضية منافسه، فإن "وحيد" آثرالتحذير من أن الضغط الجماهيري الكبير له حدان، أوهو "سلاح ذو حدين"، حيث سيضع لاعبيه أمام ضغط نفسي وعصبي مكثف،لا سيما أنهم مطالبون بأن "يربحوا" المنافسة لا غير. أما الرسالة الثانية التي وجهها الناخب أيضاً للأنصار، فهي الأخرى ذات أهمية بالغة، تتعلق بضرورة الالتزام بالأخلاق الرياضية، حتى لا يفسد العرس الكروي. وعلى رأس هذه "الأخلاقيات" احترام النشيد الوطني للمنتخب البوركينابي، وعدم التصفير أوالإساءة لأحد الرموز الوطنية للمنتخب الضيف.. وهذا أمر ذو بعدين، أولهما أنه احترام للقيم والأخلاق الرياضية التي تفرضها قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم. وثانيهما أن الأمر بمثابة تعبير عن أخلاقيات الأنصار ومدى التزامهم بقواعد الاحترام للمنافس. والواقع أن ضرورة إخراج المقابلة بشكل يليق بالجزائر وبالموعد الحاسم الذي تتطلع إليه شعوب العالم لمعرفة من "المؤهل" عن القارة الافريقية، هو بذات أهمية الفوز والتأهل للمونديال في حد ذاته، خاصة أن هناك الكثير من الصور السلبية التي تتم محاولة إلصاقها بالجمهور الجزائري، لاسيما بعد أحداث المونديال الماضي وما رافقها من حملات إعلامية مغرضة استهدفت الجمهور أكثر من أي طرف آخر.. إذن هي ليست رسالة حليلوزيتش وحده.