بغض النظر عن كون مصالح الشرطة تعتبر أن الأرقام المسجلة بخصوص النساء ضحايا العنف، بواقع 7 آلاف امرأة تعرضن له خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية 2013، هي "أقل بكثير" مما هو مسجل في دول أخرى تعرف "أسوأ حالات العنف" ضمن هذا الصعيد. وبغض النظر عن كون مختصين يعتبرون هذا الرقم "مقبولا" إذا استثنينا مسألة الحالات غير المبلغ عنها، فإن الأرقام المعلن عنها تدل على أن الظاهرة لاتزال موجودة في مجتمع درج على اعتبار المرأة عماد الأسرة والمدار الذي تبنى عليه العائلة ويكبر حوله الأطفال. ولا يهمني هنا التعليق على الأرقام، لأن العدد قد يزيد أو ينقص من عام إلى آخر ومن مرحلة إلى أخرى، ولكن من الضروري الالتفات إلى أسباب لاتزال تعتبر الأساس في العنف الممارس ضد النساء واحتمال استفحاله في المستقبل. ومن الواضح أن مسائل الخوف من التبليغ بحكم الهشاشة الاقتصادية التي تعيشها المرأة فضلا عن مخاوف تخلي العائلة ونظرة المجتمع.. هي كلها مسائل تبقى في قلب هذه الأسباب. وإذا أردنا حفظ كرامة المرأة أكثر وتحييد العنف الممارس ضدها وتجفيف منابع استفحاله المحتمل، فمن الضروري أن نبدأ من هذه الخلفيات وليس من شيء آخر. وكما يقال.. إذا عُرف السبب بطل العجب.