أن يعلن البيت الأبيض، الجمعة الماضي، أن الولاياتالمتحدةالأمريكية ترى في "الخطة المغربية" بشأن قضية الصحراء الغربية، والمقصود هنا هو اقتراح "الحكم الذاتي"، هي "خطة جدية وواقعية وذات مصداقية" هو أمر كان يعكس مجرد "مجاملة"، قبيل لقاء الملك المغربي محمد السادس والرئيس الأمريكي باراك أوباما في واشنطن، وفق ما يؤكده المختصون وهذا ما يفسر أن البيان المشترك الذي أعقب اللقاء بين أوباما والملك محمد السادس أعاد الموقف الأمريكي إلى دائرته الأصلية من حيث حديثه عن دور الأممالمتحدة في قضية الصحراء الغربية وأهمية إيجاد حل مستديم وسلمي يعيد للشعب الصحراوي حقوقه المسلوبة. ما يهمني هنا ليس احتمال أن يتغير الموقف الأمريكي لأن هذا الأخير، مهما كان مفعما بالمجاملة واللمسة الديبلوماسية إزاء المغرب، فإنه لن يتحول نحو إلغاء حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره بحكم الثقل الكبير الذي تمثله الجزائر في المنطقة وهي التي تساند ديبلوماسيتها هذا الحق وتدافع عنه في المحافل الدولية بحكم مبادئها التي بنيت عليها الدولة، ولكن الذي يهمني أكثر، ويقلقني في نفس الوقت، هو أن التصريح الأول للمتحدث باسم البيت الأبيض، الجمعة الماضي، قد تمت صياغة ملامحه بضغط من اللوبي المغربي وبالتحالف مع اللوبي اليهودي، الموجودين في واشنطن، وكلاهما لا تعجبه المقاربة الجزائرية بخصوص قضية الصحراء الغربية، وهذا ما يقودنا، مرة أخرى، إلى الحديث عن أهمية زيادة فعالية الديبلوماسية الجزائرية في المحافل الدولية وأهمية أن تكون هذه الديبلوماسية متيقظة أكثر وقوية أكثر وأن تكسر حالة الجمود التي لازمتها طويلا لمواجهة مثل هذه اللوبيات، وما أكثرها، فضلا عن حسن تسيير مصالح الدولة الجزائرية في الخارج.