قد لا يختلف اثنان في خصوصية "جمهور الكرة الجزائرية" الذي يعد من أكثر الجماهير حيوية ووفاء لفريقه الوطني.. هذه ليست فرية ولا هو ادعاء، بل حقيقة تأكدت في أكثر من مناسبة عاشها المنتخب مع مناصريه الذين تنقلوا من أجل تشجيعه سواء في تصفيات كأس العالم أوكأس إفريقيا أو مواعيد أخرى مختلفة، تحمّل فيها الأنصار مشاق السفر وتكاليف النقل الباهظة وظروف الإقامة في بلدان كثيرة. لكن ما حدث مؤخراً يتطلب دق نواقيس الخطر وإعادة التفكير جديا حول تداعيات تنقل الجماهير للخارج في غياب التغطية الصحية الكاملة، حيث تم مؤخرا اكتشاف حالات جديدة للاصابة بالملاريا (6 حالات في ڤالمة وحدها) فضلا عما تم الكشف عنه سابقا من الحالات التي تخص مناصرين عادوا من بوركينافاسو حاملين أعباء هذا الداء. وهو ما يدعو إلى ضرورة التفكير الجدي لكبح تداعيات هذا الأمر الذي قد يقود الى إزهاق أرواح كان ذنبها الوحيد أنها أحبت المنتخب ووفت له كما ينبغي. بينما لم تقم الجهات المعنية بمسؤولياتها والتزاماتها تجاه هؤلاء الأنصار الذين يستحقون رعاية كافية ووقاية ضرورية قبل التنقل إلى الدول التي تعاني من انتشار مثل هذه الامراض. وهي مسؤولية وزارتي الصحة والشباب والرياضة، حيث من المفترض أن تنسق الوزارتان مع وزارة الخارجية للاطلاع على ما ينبغي القيام به قبل الوصول إلى هذه الدول المجهولة بالنسبة المناصر العادي الذي يدفعه حبه للمنتخب الوطني إلى حد التضحية بنفسه.. لكن جنون الموت لا يتوقف عند هذا الحد، إذا عرفنا أن 22 مناصرا لقوا حتفهم خلال احتفالات الجزائر بالتأهل لمونديال البرازيل 2014. وكأن قدر الجزائر أن تدفع فاتورة المآتم والأحزان في موسم يفترض أنه للفرح والفخر. فهل ستدرس الجهات المعنية هذه الحالات بجدية واهتمام لازمين، وبالتالي تحبط كل السيناريوهات الكارثية التي يمكن أن تحدث للأنصار مجددا أو تخفف من حدة ما تخلفه الاحتفالات من ضحايا وخسائر.. أم أن الأمر مرتبط أوتوماتيكيا وأبدياً ؟!.