رغم صمته الفصيح إلى غاية اللحظة الحالية، كل المؤشرات تدل أن بوتفليقة سيتجه إلى عهدة رابعة، خاصة وأن الساحة السياسية لم تخرج من جمودها وانكماشها باستثناء بعض الوجوه السياسية الجديدة في أغلبها قد أعلنت عن ترشحها رسميا إلى السباق الرئاسي، ولقد ساهم هذا الامتناع التكتيكي لبوتفليقة لأن يعلن رسميا عن ترشحه في تفخيخ المعارضة المنقسمة على نفسها، فبدل أن تنزل إلى الميدان، ظلت في موقف المتفرج والمنخرط في عملية رد الفعل أكثر من القيام بمبادرات فعلية على الأرض، وكل هذا يصب في صالح بوتفليقة في ساعة الحسم التي قد يربك بها منافسيه... وتبدو الخرجات الميدانية لرئيس حكومته سلال شديدة الدلالة عندما صرح مؤخرا أن الجزائر تفضل الاستقرار مشيرا إلى العلاقة العضوية بين بوتفليقة والاستقرار، وذلك يعني كذلك أن بوتفليقة إذا ما توجه نحو خلافة نفسه يكون بذلك قد حسم اصطفاف الدوائر النافذة إلى جانبه... والسؤال يبقى ما الدور الذي قد يلعبه المرشح علي بن فليس إذا ما أعلن رسميا عن ترشحه للرئاسيات في ظل مثل هذه الملابسات والصمت الصارخ الذي لا زال يرمي بثقله فوق مياه السياسة الجزائرية الراكدة... إن ذهاب بوتفليقة إلى عهدة أخرى قد يجعل المتشائمين يؤكدون أن النظام غير مستعد لقبول أن تكون اللعبة السياسية مفتوحة إلى أجل غير مسمى..