لا يزال المشهد السياسي في الجزائر غامض وضبابي وغير واضح المعالم تبدو فيه الأحزاب السياسية مشتته رغم عقدها لندوات صحفية ومؤتمرات وطنية لكن لاتزال اغلبها عاجز على إيجاد مرشح لها،واقتصرت تصريحاتها على رفض تعديل الدستور قبل الاستحقاق الرئاسي القادم دون إيجاد حلول توافقية تجمع الطبقة السياسية على حل، وما يزيد الوضع تعقيدا هو صمت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي دام منذ عودته العلاجية من فرنسا ورغم استقباله لشخصيتين سياسيتين كرئيس حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي وكذا المبعوث الاممي لسوريا الأخضر الإبراهيمي الذي وقف على رجليه منذ عودته.ورغم ترشيحه لعهدة رابعة من طرف الحزب العتيد حيث قال فيه سعداني أنه مرشح الحزب لسنة 2014 وأن صحته تتعافي وأن حصيلته في العهدات السابقة تجعله يستطيع قيادة الجزائر لمرحلة جديدة التي تبدو صعبة خصوصا في ظل الوضع الإقليمي الراهن وماتعيشه الحدود الجزائرية لكن لا يزال عدم إعلان الرئيس عن ترشحه يربك الطبقة السياسية.وفي ظل الوضع الراهن الغير واضح تبقى الطبقة السياسية متباينة في أرائها السياسية حيث يرى الأخضر بن خلاف رئيس الكتلة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية أن ضبابية المشهد السياسي التي تخيم على البلد راجعة الى حسم الأمور من السلطة والى صمت الرئيس عبد العزيز بوتفليقة التي أربكت الطبقة السياسية مضيفا في اتصال مع "الاتحاد " أن فقدان شهية الأحزاب للموعد الرئاسي راجع لكون الأمور محسومة وأن الرئيس سيعين كما عين الرؤساء السابقين منذ الاستقلال من قبل السلطة وليس من الشعب الجزائري كون أن الانتخابات تزور في كل مرة ماجعلها تفقد مصداقيتها.وأردف أن خارطة الطريق وضعت منذ وضع عمار سعداني على رأس الآفلان وهيكلة المؤسسة العسكرية وتحالف الأحزاب والهياكل البرلمانية كما قال أن الوزير الأول الذي يقوم بزيارته لولايات الوطن للترويج للحملة الانتخابية يفسر ويدل أنه لا جدوى خصوصا عند تصريحه القول " لاتنتظروا شيئ من الانتخابات ومايبقى في الواد غير حجارو وحنا حجارو "معتبرا أن الرئاسيات محسومة وسيتم وضع ما يريدون ومن يريدون مشيرا الى ان الجو غير مناسب للأحزاب وقال أن الوصفة ستحضر كما حضرت الانتخابات التشريعية والمحلية.ورد بن خلاف على الذين يقولون أن الأحزاب السياسية هشة ورمت المنشفة قائلا " اللعبة معروفة ومحسومة". لكنه أضاف أن مناصري الرئيس يحاولون فقط، من خلال هذه التصريحات، ملء الفراغ السياسي الذي تتواجد فيه الجزائر وصرف النظر عن المشكل الحقيقي، وهو مرض بوتفليقة".من جهة أخرى، أضاف رئيس حزب الكرامة محمد بن حمو أن احتمال ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة "خيار صائب ومعقول"، ورأى أن ترشيح بوتفليقة سيفتح الباب أمام بقية المرشحين وسيكون لها طعم وتعددية.وقال أن حزبه يملك مرشح ولن يقاطع الانتخابات ولن يقطعها أمام المرشحين مضيفا "من حق الرئيس خوض غمارها و الحالة الصحية ليست عائق كون أن هناك سياسيين حالتهم الصحية متدهورة ويحكمون وقال أن الذين يتحججون بمرض الرئيس يريدون الهروب الى الأمام مفسرا عجز الأحزاب وعدم قدرتهم في الميدان حتى المعارضة وأشار بن حمو في تصريحه للاتحاد أن حزبه ليس لديه عقدة ولايخيفه شئ وان السياسة نضال وليت بالضرورة مناصب.وعن صمت الرئيس قال من المرتقب أن يعلن عن ترشحه في جانفي ويقوم بحملته العادية وفق أجندة زمنية وقال ان تعديل الدستور سيكون في ديسمير و ان الانتخابات ستكون كبيرة واعتبر أن ما يهم هو أمن واستقرار الجزائر في الوقت الراهن وأمام هذا وذاك يمكن القول ان الوضع السياسي في الجزائر لا يزال غامضا مع أن الموعد السياسي الهام المتمثل في الانتخابات بدأ يقترب ولايزال يفصلنا عنه إلا 5 أشهر إلا أن معالمه لم تتضح بعد حتى أن الشارع الجزائري غير مبال بهذا الحدث المصيري.