الإعلامية وفاء زيان هي أول تونسية تقرأ النشرة على موجات إذاعة "بي بي سي" العربية منذ إنشائها منذ أكثر من 75 عاما ثم انتقلت لتطل بالصوت والصورة على الجمهور من استوديوهات تلفزيون "بي بي سي" بعد تأسيسه عام 2008. ولكن وجودها في استوديوهات البث المباشر لم يبعدها عن الاحتكاك بالناس ومن الأعمال الميدانية فنجدها بينهم في تغطيات ميدانية في أماكن لا تخلو من الخطورة أحينا! فإضافة إلى قراءتها للنشرة وإعدادها للتقارير الإخبارية، تشارك وفاء زيان أيضا في تقديم برنامج "أنا الشاهد" الذي يفسح المجال للصحافي المواطن. بعد حصولهاعلى شهادة الماجستير في علم اللسانيات والترجمة من جامعة وستمينستر في لندن عام 1999. قررت أن تفتح صفحة جديدة في حياتها المهنية. دفعها فضولها المعتاد إلى الالتحاق بوكالة يونايتد برس إنترناشيونال للأنباء ومقرها لندن. وربما لعب توقيت دخولها هذا المجال دورا مهما في انجذابها للعمل الصحافي، حيث كانت شاهدة من خلال عملها على التحولات الخطيرة التي فجرتها أحداث الحادي عشر من سبتمبر والتي سرعان ما انعكست على منطقة الشرق الأوسط. فحبها لمعرفة الحقيقة ونقلها للآخرين كان دائما من صفاتها المتأصلة فقررت الاستمرار في هذا المجال بدلا من الالتحاق بالعمل الأكاديمي كما كانت تخطط. لكنها أيقنت أنها في مكانها المناسب عندما التحقت بالقسم العربي في هيئة الإذاعة البريطانية تلك المؤسسة العريقة التي كانت ولا تزال تعد المرجعية الأولى في المهنية وحياد الصحافيين.. وفي ال«بي بي سي"، انتقلت من الصحافة المكتوبة إلى العمل الإذاعي وسرعان ما وجدت نفسها أمام أصعب اختبار في حياتها وهو قراءة نشرة الأخبار على موجات "بي بي سي" وعلى دقات بيغ بن الشهيرة التي ظلت تتردد عبر الأثير لأكثر من ثمانية عقود.. لم يقتصر عملها على قسم الأخبار بل كانت تقوم بتحقيقات ميدانية في موضوعات ثقافية واجتماعية لا سيما في برنامج "بي بي سي اكسترا" الذي كانت تقدمه أيضا منذ انطلاقه في عام 2005. ومع انطلاق بث تلفزيون "بي بي سي" عربي، نقلت خبراتها إلى غرفة الأخبار وانضممت إلى طاقم المذيعين فيها، كما تقوم حاليا بتقديم برنامج "أنا الشاهد"، مع زميلتها منى با، الذي ينقل موضوعات صحافية من صنع ما يعرف بالمواطن الصحافي إضافة إلى تغطيات ميدانية مسجلة أو على الهواء من موقع الأحداث مباشرة سواء في لندن أو في الخارج.