طلب الوزير الأول، عبد المالك سلال، من المجتمع المدني خلال لقائه به بالبويرة، أن يحيّوا الرئيس بوتفليقة كمجاهد ومحنك سياسي قدم للجزائر المصالحة وعمل على تنميتها"، فصفق الحضور مطولا لطلبه، موضحا في خطابه أن "الرئيس بوتفليقة لن يتراجع عن قيادة الجزائر نحو الإزدهار ونحن كحكومة من ورائه سائرون". مرّ الوزير الأول عبد المالك سلال على وجود الرئيس يوم الخميس بفرنسا لاستكمال فحوصاته وعلى الجدل الدائر حول استدعاء الهيئة الناخبة من عدمه، مرور الكرام، ولم يرتق الموضوع إلى مستوى التعريج عليه ضمن المداخلة التي ألقاها أمام فعاليات المجتمع المدني خلال الزيارة التي قادته لولاية البويرة للوقوف على نسبة تقدم مشاريع الخماسي الرئاسي للتنمية. وأكثر من ذلك، فقد قال الوزير الأول في نهاية مداخلته "الرئيس سيقود الجزائر نحو الازدهار ولن يتراجع ولن نتراجع من ورائه"، في تلميح واضح بأن الرئيس بوتفليقة يكون قد قرّر الترشح لعهدة رابعة. وقال سلال: "لا تعتقدوا أن الإمكانيات المالية والمادية التي تمتلكها الجزائر تكفي وحدها لتحقيق التنمية والنهوض بالاقتصاد الوطني، بل الاستقرار الذي تحقّق بفضل سياسة رئيس الجمهورية، وهو ما أوجد الإمكانيات المالية للجزائر بفضل بصيرته وحنكته والمصالحة الوطنية". مضيفا "الاستقرار هو الخيار السيّد اليوم وغدا ومن دونه لا ازدهار ولا تطوّر"، داعيا في مشهد يحدث لأول مرة خلال زيارات سلال للولايات القاعة للوقوف "من أجل تحية الرئيس المجاهد والسياسي المحنك"، مضيفا "قاد الجزائر إلى المصالحة والتنمية وأعادها إلى موقعها بين الأمم بفضل خبرته وبصيرته فالأمم التي تمر بمحن وأزمات تخرج منها دائما أقوى". كما رد سلال على سيدة دعت إلى وقف ما تبثه قناة "المغاربية" من بريطانيا بقوله "دعوا المغاربية تبث ما تشاء، فالجزائريون تعلّموا من دروس الماضي وهم يؤمنون بإنجازات البلد"، وهم مقتنعون أن الأمن والاستقرار كانا ثمنهما غاليا"، محذّرا. من جانب آخر، قال سلال "الجزائر قادرة على رفع التحدي" وعاد إلى لغته الشعبية، مبررا استعماله إياها "إنني أتحدث إليكم بهذا الأسلوب حتى لا تفقدوا الأمل في الاستقرار"، داعيا من جديد "النخبة للعب دورها لتفجير الطاقة الإبداعية وتوجيهها لتنمية البلد لأن الوطن الذي لا يثق في نخبته لا يتطور". كما عاد سلال أيضا إلى الثورات العربية وتأثيراتها بقوله "هناك من يتساءل عن عدم زعزعة الجزائر. المجتمع مؤمن بأن الجزائر كانت لها ثورة عظيمة وهي عبرة عالمية"، موضحا أن الجزائر "قامت بتطعيم نفسها ضد الزعزعة التي تضرب الأوطان حاليا"، موضحا "لسنا خائفين لأن الجزائر ليس لديها ما تخفيه". وقال الوزير الأول بخصوص الإرهاب في الساحل وتداعياته على الجنوب الجزائري "أبناء الصحراء وجنوبنا الكبير ليسوا إرهابيين وما هو موجود فقط فئة تريد "التخلاط" وإذا كانت هناك مناوشات فهذه ظاهرة تعرفها كل مجتمعات العالم". مبعوث "الجزائر نيوز" إلى البويرة: عبد اللطيف بلقايم