كثير من اللغط السياسي والإعلامي يدور هذه الأيام حول الخلافات المالكية الإباضية، التي تحولت إلى حالة من العنف والفوضى، على مدار أكثر من شهر، بولاية غرداية التي قامت وعرفت دائما بالتعايش بين عروشها المختلفة.. مساعٍ رائعة قام بها ناشطون إعلاميون وأخرى من جمعيات المجتمع المدني، وهذا حس مدني راقٍ يؤشر على وعي النخب الجزائرية بعمق وأهمية الاختلاف وإدراك محاسنه ومدى خطورة تحوله إلى سم قاتل -على شاكلة ما تعرفه غرداية هذه الأيام- لذلك سعى أولئك الجزائريون الشرفاء إلى تقريب وجهات النظر وتوثيق الصلات لعودة الحياة إلى طبيعتها بهذه المدينة التي تعكس أصالة التنوع كخاصية جزائرية، مبتعدين عن الخوض في مستنقع اللغط السياسي والإعلامي الذي يريد استثمار هذا الاختلاف لصالح الفتنة والتفرقة. ربما زار الوزير الأول منذ قرابة 10 أيام ولاية غرداية في محاولة لتهدئة النفوس بمناسبة المولد النبوي الشريف، لكن تجدد الاشتباكات يؤكد فشل مساعيه وعدم قدرته على تقديم حل للوضع، لأننا نلاحظ بعد تلك الزيارة تفاقم الأمر أكثر، لذلك يجب بذل جهود جادة وقوية من قبل المسؤولين عن البلاد الذين باتوا جميعهم منغمسين بكل قوتهم و«تخلاطهم" في رئاسيات أفريل المقبل، متجاهلين القضايا الآنية للبلاد التي يفقد فيها مواطنون (مالكيون وإباضيون) حقوقهم الأساسية والدستورية كحق الحياة وحق التعليم، فيما يتحدث الوزير الأول عن توزيع مشاريع جديدة بولايات أخري ويحصي وزير داخليته تعداد الهيئة الناخبة...