كشفت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية، هذا الجمعة، عن وثيقة رسمية سرية وهي خريطة امتدادات إشعاع تفجير أول قنبلة نووية فرنسية في الصحراء الجزائرية، قام الجيش الفرنسي في بداية 1960. وقد دحضت هذه الوثيقة الرسمية، إدعاءات فرنسية رددت، خلال العقود، حول الإنتشار الضئيل لإشعاع التفجيرات النووية الفرنسية في منطقة رقان، بالجزائر. و قالت الصحيفة، إن امتداد آثار هذا التفجير النووي "غطى كامل إفريقيا الشمالية وحتى بلدان إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء، وهكذا، فقد لوحظ بأنه، بعد ثلاثة عشر يوماً من تفجير أول قنبلة فرنسية في الجو، وهي عملية اليربوع الشهيرة (إسم التجربة) وصلت الآثار الإشعاعية إلى السواحل الإسبانية وغطت نصف منطقة صقلية". الصحيفة، التي تحصلت على هذه الوثيقة بعد رفع طابع السرية عنها في إطار التحقيق في دعوى رفعها قدماء ضحايا التجارب النووية الفرنسية، أضافت بأن "العسكريين يعترفون بأنه تم تجاوز بكثير، المقدار المسموح به، وقد ظهر ذلك منطقة آراك، بالقرب من تامنراست، حيث حدث تلوت الماء، بشكل كبير، وفي العاصمة التشادية انجامينا"، و قد علَّق "برونو باريو" خبير فرنسي في النووي، للصحيفة بأن "خريطة مناطق آثار إشعاع اليربوع الأزرق، تبين بأن العناصر الإشعاعية، مثل اليود 131، أو السيزيوم 137، قد جرى استنشاقها من طرف السكان المحليين رغم تحللها في الجو، ولا أحد يجهل اليوم، بأن هذه العناصر الإشعاعية هي سبب عدة أنواع من السرطان ومن أمراض القلب و الشرايين". و حسب هذا الخبير، فإنه بالرغم من طلب القضاة، إلا أن الجيش (الفرنسي) لم يسلم سوى وثائق مختارة بعناية، تنقص فيها أجزاء كاملة من المعطيات، لذا يجب إصلاح الوصول إلى المعلومات إذا ما أريد معرفة الحقيقة. هذا غير صحيح.. تقول وزارة الدفاع ل "لواريزيان" فهذه "الوثائق أختيرت من طرف إستشارية مستقلة لا يشارك فيها الجيش"، حسب مصلحة الإتصال بالجيش الفرنسي التي رفضت التعليق على المعلومات الجديدة عن امتداد إشعاع التفجير النووي. وكانت فرنسا قد أجرت 17 تجربة نووية في الصحراء الجزائرية، أربعة منها في الجو في حمودية على بعد 50 كلم عن"رقان" بين 1960 و1961، و13 أخرى بين 1962 و1966 داخل نفق في "عين إكر"، بالقرب من تامنراست، وحتى في بعض التجارب التي وقعت حوادث أدت في بعضها إلى تسرب غيوم إشعاعية خارج المنطقة. وكان الجنرال " ديغول" قد أسرع بالأمر، بإجراء التجارب النووية في إطار صراعه مع غلاة الإستعمار في الجزائر في فرنسا ومن أجل تزويد بلاده بسلاح نووي يجعلها من الدول الكبرى.