في إطار التظاهرة الثقافية "البرازيل تلتقي البهجة" التي تنظمها مؤسسة فنون وثقافة، حلت المغنية البرازيلية "آنا توريس" ضيفة على خشبة قاعة "ابن خلدون" مساء أول أمس، في حفل حميمي يدب حياة رغم قلة الجمهور الحاضر. استمتع جمهور قاعة ابن خلدون باكتشاف عالم موسيقي مختلف عن الذي يعرفونه، عالم ساحر فتحت أبوابه الفنانة البرازيلية المعروفة "آنا توريس". هي رحلة إلى بلاد السامبا تسلمت فيها المغنية دفة القيادة رفقة فرقتها المكونة من أربعة عازفين متألقين جمعوا بين أنغام الجاز، البلوز، السامبا، والصول. من خلال آلات القيتار، الطبل الافريقي، البيانو، الباتري، وآلات الايقاع المختلفة. خلال العرض أذهلت المغنية الحضور بتحكمها الاحترافي لطبقات صوتها التي تلاعبت بها لترتفع حينا وتنخفض أحيانا، وتصدر صوتا خشنا تلحقه بنظيره الرقيق المرهف، في تمازج موسيقي بدأته بمقاطع تندرج ضمن قالب "البوسانوفا"، لتمزج بين ألحان الجاز والسامبا صادحة بلغات عديدة مثل الفرنسية، الانجليزية، والبرتغالية. لم تجد الفنانة أي صعوبة في الانتقال بين نوعي الجاز والسامبا، حيث زاوج أفراد فرقتها بين الآلات الموسيقية البرازيلية التقليدية، وبين الآلات الدخيلة ليقدموا رفقتها مزيجا موسيقيا عالميا، لتنفرد بعدها بآلة "البيريمبو" وهي آلة موسيقية بوتر واحد عزفت عليها "آنا توريس" أغنية الجاز المعروفة "summer time"، لتطلق بعدها العنان لجنون السامبا في مقاطع خفيفة لم يتوقف الجمهور عن الرقص والقفز على أنغامها. لم تكتف نجمة الحفل بالغناء وحسب، بل رافقت عرضها برقصات سلسة شجعت الحضور للوقوف وتقليدها، مما بث جوا احتفاليا مرحا على القاعة، لتضيف أغنية "ماجيك" التي أدت خلالها بعض الخدع السحرية التي تعرف بها ألعاب الخفة، لتدخل البهجة لقلوب الحاضرين الذين لم يتوقفوا عن التصفيق لإبداء إعجابهم. وبما أن الحفل يندرج ضمن تظاهرة "البرازيل تلتقي البهجة"، لم تنس الفنانة البرازيلية التطرق إلى موضوع كرة القدم والمونديال الذي تستضيفه بلادها، فغنت "goal" مرحبة بالفريق الجزائري في المونديال وحملت العلم الجزائري محاولة التأثير في الجمهور الذي لم يتوقف عن الهتافات والتصفيق. يجدر الذكر أن التظاهرة الثقافية التي تنظمها مؤسسة فنون وثقافة ستدوم إلى غاية الخميس 20 فيفري، حيث سيختتمها " Carnaval extravaganza do Brazil".