دعا رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، فيصل عابد، السلطة لتشجيع الاستثمار المحلي، وفتح حوار جاد مع أهل الاختصاص، لتخفيض واردات المواد الصيدلية، وأكد أن نسبة 38% التي يمثلها حاليا الإنتاج المحلي في السوق الوطنية ما هي إلا من الناحية الكمية فقط. على خلفية إحصاءات التي أكدت ارتفاع واردات الجزائر للمواد الصيدلية ب 19.02% خلال الفصل الأول لسنة 2014 لتبلغ 9.514 مليون دولار، وبالمقابل فإن الكميات الشاملة للمواد الصيدلية المستوردة تراجعت بنسبة 36% خلال الفصل الأول لسنة 2014، لتبلغ 5.361 طن مقابل 8.389 طن خلال نفس الفترة لسنة 2013، حسب المركز الوطني للإعلام الآلي والإحصائيات التابع للجمارك الوطنية. أرجع فيصل عابد، رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، هذا الارتفاع إلى "ارتفاع أسعار الأدوية في السوق العالمية، ودخول نوعيات جديدة، خاصة الموجهة لمعالجة داء السرطان بمختلف أنواعه والسيدا، واعتبر عابد "أنه من المستحيل أن تنخفض نسبة واردات الجزائر للمواد الصيدلية، وسترتفع أكثر"، مبررا ذلك ب "إننا نعيش في عالم مفتوح، وظهور أمراض جديدة وانتشارها، مما يتوجب اختراع أدوية جديدة لمعالجتها وسط تنافس شديد للشركات المصنعة، وهذا يؤدي إلى الزيادة في الاستيراد وبالتالي ارتفاع فاتورة الواردات". وفي سياق آخر دعا رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص، السلطات المعنية ل "تشجيع التصنيع المحلي من حيث النوع وليس من حيث الكمية فقط، ومحاربة تفشي البيروقراطية الإدارية والعراقيل التي تحول دون إنشاء المصانع"، واتهم عابد بعض الأطراف أطلق عليها أصحاب المال وممتهني "البزنسة"، بالهيمنة على قطاع الأدوية ومسيطرين على حصة الأسد، هذا ما أسفر عن تهميش وإقصاء المهنيين الحقيقيين من العطاء والمساهمة في تطوير قطاع إنتاج الأدوية، كما تحدث عابد على ضرورة فتح الاختصاصات أمام الصيادلة في مجال التصنيع الدوائي لأنه أضاف يقول "إذا تم تجاوز العراقيل فإنه يمكن استغلال الإمكانيات الكبيرة التي تتوفر عليها الجزائر سواء تعلق الأمر منها بالمادية أوالبشرية". وأكد أن "السوق الجزائرية تحتوي على 1860 (اسم) تركيبة من الدواء ذات جودة عالمية، وأكثر من 6000 (اسم) تركيبة من الدواء محلية. وحول الأدوية الجنيسة، ذكر عابد أن المريض الجزائري يتوجه تدريجيا إلى تقبل هذا النوع من الأدوية، معتبرا أنه في بعض الدول المتقدمة مثل ألمانيا فإن الأدوية المتوفرة في السوق هي أدوية جنيسة بنسبة 85 بالمائة، مذكرا أن حجم الأدوية الجنيسة المتواجدة حاليا في السوق الجزائرية يقدر ب38 بالمائة، مشددا على أهمية تشجيع الصناعة الصيدلانية المحلية التي ستسمح بتحقيق الاكتفاء الذاتي. وشدد رئيس النقابة الوطنية الجزائرية للصيادلة الخواص على ضرورة إجراء حوار فعال مع النقابات، للحديث بصراحة ومصداقية عن كل المشاكل التي يعاني منها القطاع، وطرح الحلول الممكنة للخروج من هذا المأزق.