إهداء: إلينا معا فقط لم تكن يوما على يقين ويكاد يقتلها الشّك هي لم تخض حربا ولا تعرف السّلم زوبعة العالم في رأسها وقلبها قلعة الحب لا يحرسها الجنود وقد نزعت أسلحتهم بأمر أميريّ وهي على حقّ فهم جنود حمقى يتلهّون طوال الوقت بألسنتهم بدل سلاحهم من لحظة مغادرتها غرفتها في قصر الجبل العالي تستأنس بالضّحك على الجميع معهم وهو ما يرهقها كثيرا فلا تحبّ ولا تكره وكان الوقت رحلة أولى على سفح المسرح لا يد لها إلاّ من مناديلها النّظرة الأولى تقول شيئا مألوفا في كتاب الحب هكذا تبدأ كلّ قصص الحب عند الأمراء بعد ذلك كان السّير بطيئا على الطّريق في كلّ صباح كما في كلّ مساء تتحدّث الأميرة "لي" عن صديقاتها تتحدّث عن مغامرة وأخرى أنا في هذه الصفحات أعرف الطريق أعرف كيف بدأت مع الشمس وكيف جاءت الأميرة إلى هنا جاءت إلى صوتي طريّة كلقمة فطور الصباح أنا لم أكن أرى ما بين عيني كلماتي وصوتها كانت ما بين طفلة وليدة وطفلة تبدأ المشي بالضّبط على ما أذكر كانت السياسة حاضرة في حدث يتكرّر بالمناسبة وهي كانت ترتدي أناقة مفتوحة على جمال تاريخي أخّاذ إنّي أرقبها تمرّ الآن بين جموع العابرين هي الأميرة "لي" ليست أميرة "بروناي" أجمل منها فقط لأنّ أميرة الإغريق تذكرها كتب التاريخ كثيرا بفعل قوّة الحضارة أما هنا فلا حضارة إلاّ في قلبي أنا ليست في مدننا حلقات العلم والتأمّل الفكري إلاّ ما جاء على ألسنة أعيان الجهلة من كل شيء هنا كل شيء يموت بأمر من تلقاء أنفسهم النساء هنا لا يلدن كثيرا إلاّ التعاسة المرّة على ملابسهن ورغم ذلك تأتي امرأة جيّدة أو رجل جيّد من حين لآخر في التاريخ الأميرة "لي" تتعذّب أكثر هنا على غرار أميرات كثيرات في كهف القتلى والمتعطّشين للسّبي والسّلطة لا أطيل كثيرا في الحكي الشّعر لا يحتمل أكثر من تلميحات خفيفات كنسمات الشعر الجميل لا ينتبه إليه إلاّ المعذّبون كلّ النّاس في مثل هذه الأوكار تظلم الأميرة إلى درجة أن الأميرة تموت قبل المجيء أحيانا كثيرا ما يئدها كلب مسعور من بقايا كلاب القبيلة الشّهيرة مسكينة الأميرة "لي" / ليست أميرة بروناي هي تستطيع كلّ شيء إلاّ أن يرى عرشها الملك والشيطان وليس من العادة الجيّدة أن تحبّ خارج إطار القانون الجمعي الحروب بأسرها وليدة كراهية مستبدّة على الملكيّة لذلك أنا لا أموت كما يريد بائع الهوى والأميرة "لي" نفسها لا تقبل غير أنها تستسلم لضرورة الحكمة القاتلة لا تصريح لديها هي فقط تتطيّر من حبّ لا يعصر الخلّ لاستخارة أو لأخرى ومن هناك كلّ القصور ذات الطّراز المعاصر لا تستقيم مع تاريخ العشّاق وهل من البساطة أن تكون الأميرة بسيطة كسائر النّاس هذا رائع للغاية كثيرون يتفهّمون ولكنهم لا يقوون على الشجاعة الأدبيّة نحن في عصر مغاير تماما لوصيّة الحكيم هيمبرا هنا حيث لا علاقة للقلب بالعقل لا معنى للتّوافق على الأمبراطوريّة المنشودة مجرّد أفلام كوريّة لعالم العائلة الحاكمة أو معركة في زقاق أبناء شوارع الفوضى الخلاّقة لراعي البقر الأمريكي هنالك طمس فاضح الأميرة "لي" لا تعنيها هذه التفاصيل لا يهمها العقد الاجتماعي كلّ سكان إمارتها متسوّلون هي فقط تستيقظ ولا تستيقظ لا يعني لها الشّيء إلاّ ما يحيط سريّتها بحبّ مطعون في القلب كون حافظ أختامها كاتب مجنون مثلي يثرثر كثيرا على الصّخر هي تخوض معاركها بالنيابة عنه غير أنّ العصر الحالي يعيش فيه المحبّون بالوكالة مثل الحرب تماما في زمن النترون والكلاسيك الأميرة "لي" لها شرف إسقاط "قصر الحيران" في مملكة الحكيم هيمبرا والذين يعرفون المملكة شرّدهم البريد الالكتروني أما الذين لا يعرفون أصابتهم لعنة العصر السابق هي صدمة تلو أخرى حبّ يتصدّر عناوين الصحافة الالكترونية والمشكلة العالقة في تاريخ الهامش حيث الحب أو اللّاحب التّخمة والغضب من أتفه الأشياء غير أن الأميرة "لي" لا تحبّ خوض الحروب بالوكالة لذلك تظلم حبيبها كلّ يوم كلّما اختارت أن تشكره تصفعه باكرا قبل أن يخرج الجنود الكسالى ويثرثرون ورغم ذلك ظلّ الحكيم "هيمبرا" يحبها ويلعن لعنة كلّ الهدايا الجارحة للذّاكرة واليتم هو يعلم أنّها هي التي أطاحت بشعوب بدل ملوك وأمراء ويعلم أنّها لا تعير اهتماما للسلطة الحاكمة أو السلطة المضادة التي تتعطّش للسّلطة لأنّ الأميرة "لي" هي مؤسسة سلطة الحب وهي فوق كلّ القوانين بل بالأحرى هي روح القوانين تحب متى تشاء ولا تكره أبدا