تتجه أنظار الجزائريين،اليوم، انطلاقا من الساعة الخامسة مساء، إلى ملعب "إيستاديو مينيراو"، بمدينة بيلو هوريزونتي البرازيلية، أين سيدخل المنتخب الوطني الجزائري المنافسة، عندما يلاقي نظيره البلجيكي، في أولى مباريات الجولة الأولى للمجموعة الثامنة، من الدور الأول لنهائيات كأس العالم 2014، الجارية وقائعها بالبرازيل. وقامت "الجزائر نيوز"، أمس، بجولة في شوارع العاصمة، حيث كان لنا حديث مع المواطنين حول اللقاء المنتظر، مساء اليوم، بين الخضر و«الشياطين الحمر". واختلفت آراء المواطنين، الذين تحدثنا معهم، حول توقعاتهم لنتيجة اللقاء، بين التفاؤل والتشاؤم، وبين التمنيات والتخوف من الخصم. فقد أعرب لنا بعض من تحدثنا إليهم عن تفاؤلهم بقدرة العناصر الوطنية على "الوقوف الند للند" أمام رفقاء إيدن هازارد، على غرار سيد احمد، كان جالسا في مقهى بساحة أودان، أكد لنا بأنه متفائل من قدرة المنتخب الوطني على "تأدية مباراة في المستوى، والوقوف الند للند أمام المنتخب البلجيكي، رغم قوة هجومه"، وأضاف محمد، طالب جامعي، في ذات السياق، "صحيح أن المنتخب البلجيكي قوي، وهو المرشح للفوز والتأهل في المركز الأول للمجموعة، ولكن المباراة تلعب على الميدان وليس على الورق"، على حد قوله. كما أكد بعض من استجوبناهم تفاؤلهم في تأدية الخضر مباراة في المستوى، معربين عن تمنيهم بأن "يضع لاعبونا الألوان الوطنية نصب أعينهم، وأن يلعبوا لتشريفها وتشريف الوطن"، كما قال سيد علي، شاب كان يبيع الأوشحة الخاصة بالمنتخب الوطني قرب البريد المركزي، مضيفا "المهم هو أن يفكروا في تشريف الوطن وإسعاد الشعب الجزائري، لا أن يفكروا في مصلحتهم الشخصية"، وهو الرأي الذي أبداه زميله إسماعيل، الذي أكد أن لاعبي المنتخب الوطني "لا يجب أن يفقدوا تركيزهم، لأن التركيز هو أساس الأداء الجيد، وسوء التركيز قد يكلفهم غاليا"، على حد تعبيره، أما جمال، كان جالسا في مقهى قرب البريد المركزي، فقلل من قوة المنتخب البلجيكي، قائلا "حتى وإن كان يضم لاعبين بارزين، إلا أنهم لا يملكون خبرة المشاركة في كأس العالم، لأن بلجيكا لم تلعب كأس العالم منذ 2002، وبالتالي يقول- كلهم يشاركون في المونديال لأول مرة في مشوارهم، عكس منتخبنا، الذي يضم لاعبين سبق لهم المشاركة في مونديال جنوب إفريقيا، وبالتالي لديهم خبرة في مثل هذه المناسبات"، وأضاف المتحدث "الضغط سيكون على المنتخب البلجيكي، بحكم أن الجميع يرشحونه، بينما نحن لا أحد يرشحنا، وهذا يجب أن يكون من مصلحة منتخبنا، الذي يفترض أن يلعب دون ضغط". وفي نفس السياق، أكد لنا مالك، كان جالسا بساحة الأمير عبد القادر، أن منافس الخضر، في لقاء اليوم، "ضعيف في الهجمات المرتدة، مثلما شاهدناه في لقائه الودي أمام تونس، وهي نقطة يجب أن يستغلها عناصرنا"، معبرا عن أمله في أن "يصنع لاعبونا المفاجأة، كما فعلها لاعبو كوستاريكا أمام اليوروغواي"، بينما لم يوافقه صديقه عماد الرأي، فيما يخص نقطة ضعف المنافس، مؤكدا أن "مباراة تونس ليست معيارا حقيقيا، لأنها مباراة ودية، ومن المنطقي أن يخفي المدرب أوراقه حتى يخادع منافسيه"، معربا عن تخوفه من قوة الخصم، "خاصة في خط هجومه، أمام ثقل خط دفاعنا"، يقول المتحدث. من جهة أخرى، أعرب لنا البعض الآخر، ممن تحدثنا إليهم، عن تشاؤمهم من قدرة المنتخب الجزائري على مجابهة "أرمدة الهجوم البلجيكي، بقيادة هازارد ولوكاكو"، كما هو حال هشام، بائع ألبسة رياضية بشارع حسيبة بن بوعلي، الذي أكد أن منتخبنا "ليس لديه أي حظ"، في مباراة اليوم، وهو الرأي الذي أبداه عدد من المتحدثين، على غرار عزيز، بلال وأمين، طلبة بالجامعة المركزية، الذين أجمعوا على أن الخضر "سيلعبون من أجل اللعب والمشاركة"، على حد قول أمين. وفي سياق متصل، أكد لنا بعض كبار السن، خاصة المصابين بأمراض مزمنة كضغط الدم، أو السكري، أو القلب، بأنهم يفضلون عدم متابعة اللقاء، بسبب الضغط الذي يسببه مثل هذا النوع من المباريات، وهو حال عمي علي، رجل ستيني كان جالسا بمقهى ال«ملك بار" بشارع العربي بن مهيدي، أكد لنا "أفضل عدم متابعة المباراة، خوفا على ارتفاع ضغط الدم عندي"، مستذكرا بالمباراة الفاصلة في التصفيات أمام بوركينافاسو، "التي تابعتها في البداية، ولكنني اضطررت للقيام والذهاب إلى غرفتي بسبب الضغط الذي سببته لي"، يقول عمي علي، الذي تمنى الفوز للمنتخب الوطني في مباراة اليوم. أما المقاهي، المطاعم ومحلات الوجبات السريعة، فقد انقسمت بدورها في بث المباراة، فبينما أكد لنا يوسف، قابض بمقهى قرب البريد المركزي، بأنه لن يبث اللقاء، "لأن المنتخب الوطني سيقصى من الدور الأول"، على حد قوله، فقد أكد حمزة، صاحب محل للوجبات السريعة بشارع حسيبة بن بوعلي، أنه سيبث اللقاء، "لكونه حسبه- لقاء لا يفوت، كما أن العديد من الزبائن يرغبون في متابعته"، وهو الرأي الذي أبداه قابض بمقهى بساحة أودان، لم يذكر اسمه.