كشف السفير الإسباني بالجزائر، ''غابريال بوسكي''، أن الاتحاد الأوروبي يدرس إعادة إحياء وتفعيل اتفاقية الشراكة مع الجزائر خلال الستة أشهر المقبلة، مؤكدا على أن ذلك يتم على مستوى مدريد بحكم رئاستها الحالية للاتحاد الأوروبي، غير أنه لم يفصح عن أية تفاصيل تخص الاتفاقية التي تم إمضاؤها خلال سنة 2002 من جهة أخرى، تطرق السفير الإسباني خلال استضافته بمنتدى المجاهد، صبيحة أمس، إلى المشكلة التي تؤرق دول الضفة الشمالية، حيث قال إن الدول المطلة على البحر الأبيض المتوسط تسعى إلى إيجاد حلول جذرية للقضاء على الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، مضيفا أن إسبانيا تتباحث مع الجزائر حول تسهيل منح تأشيرات للجزائريين سواء للسياحة أو العمل، إلى جانب تمديد فترات الإقامة لهم إلى مدة تصل ال 90 يوما، مؤكدا أن هذا الإجراء سيشجع التوجه الداعي إلى طلب التأشيرات دون اللجوء إلى الحرقة ويقلل من الهجرة غير الشرعية، وأن الحكومة الإسبانية تسعى إلى إدماج المهاجرين داخل النسيج السكاني لمواطنيها· من جهة أخرى، تطرق غابريال بوسكي إلى آفاق الشراكة بين إسبانياوالجزائر، حيث قال إنها تتسع تدريجيا يوما بعد يوم خاصة في ميدان التجارة، حيث قال إنها تبدو واضحة من خلال عدد الرحلات من وإلى إسبانيا يوميا، إلى جانب ملاحظة تزايد عدد المتنقلين بين البلدين، خاصة أنه اعتبر الجالية الجزائرية رقما لا يستهان به في إسبانيا، حيث أعطى رقم أزيد من 55 ألف جزائري يقطنون في إسبانيا بشكل دائم· وفي حديثه عن الجانب الطاقوي، قال المتحدث إن الجزائر تشكل أول مصدر للطاقة خاصة منها الغاز الطبيعي الذي يمول على التوالي دول الاتحاد الأوروبي بأزيد من 35 بالمائة و19 بالمائة بالنسبة لإسبانيا، مضيفا أن النسبة سترتفع في السنوات المقبلة، خاصة مع إنجاز أنبوب الغاز الرابط بين الجزائر وأوروبا امتدادا من ميناء بني صاف وصولا إلى إسبانيا مباشرة· كما لم يخفِ السفير قلق الاتحاد الأوروبي من تأثيرات الأزمة المالية العالمية على الاتحاد وتكتله، حيث أكد أن أوروبا تبحث تخطي أخطارها من خلال ضمان استراتيجية اقتصادية تحقق التوازن ذات ثلاثة أبعاد، بعد اقتصادي وبعد اجتماعي والبعد البيئي، كما لم يستثنِ تكثيف العلاقات مع الدول المجاورة، وفي مقدمتها كل من المغرب، تونس، مصر والجزائر دون استثناء كل من اليابان والصين·