تشهد مكاتب البريد لولاية الجلفة منذ أكثر من أربعة (04) أشهر انعدام فادح في السيولة النقدية، أثرت بشكل كبير في تقاضي المواطنين أجورهم الشهرية بطريقة عادية و مريحة، و أصبح استخراج الدريهمات المودعة لدى بريد الجزائر هاجس جل المتعاملين مع حساباتهم البريدية الجارية، حيث يأخذ من وقتهم و تفكيرهم الكثير، فينتقلون من مكتب لآخر كأنهم يبحثون عن كنز ضائع ، فيتغيّبون عن وظائفهم وأماكن عملهم فتتعطل الكثير من مصالح المواطنين... و قد بدأت هذه الأزمة شهر رمضان الفارط في عدد من ولايات الوطن لتقتصر على ولاية الجلفة في الآونة الأخيرة، أين يصطف المواطنون في طوابير طويلة لا تنتهي تفكرنا بأزمة التموين في ثمانينات القرن الماضي عهد الحزب الواحد...و بمقارنة بسيطة نجد أن دول الجوار تتقدم في تحسين الخدمة لتصبح أكثر راحة لمواطنيها أين تمكّنهم من المعاملات المالية انطلاقاً من منازلهم، نجد وزارة البريد لدينا تتقهقر خدماتها باستمرار حتى أصبح الواحد يتمنى تحويل أمواله إلى بنوك خاصة (إن وُجدت) أو حتى تقاضيها نقداً من الهيئة المستخدمة مباشرة كما كان قديماً و نحن في عصر التكنولوجيا و المعلوماتية . و يتحمل سكان ولاية الجلفة مشاق كبيرة للتنقل خارج الولاية كالمسيلة (سليم تحديداً) أو ولاية المدية أو برج بوعريريج أو حتى العاصمة، بحثا عن أموالهم التي لا يُعرف سبب لعدم توفرها بولايتنا خاصة، حتى أصبح الواحد منا يعدّه انجازا باستخراج أمواله و يعتبره نصراً ، ليقوم بصرفها مباشرة أو إرجاع الدين المترتب عليه و المتفاقم بفعل هذه الضائقة، بعد أن أنهكته التدخلات لدى أعوان البريد الذين اغتنموا فرصة الندرة و أصبح بعضهم يتحكمون في رقاب الناس بالتطاول عليهم أحياناً و ابتزازهم أحياناً كثيرة ...و حتى نشر فيديوهات على النت تذل الجلفاويين في كرامتهم... فهل أن نواب الشعب في الغرفتين و في المجلس الولائي لا تعنيهم هذه المعاناة البتّة؟ و ما هو دورهم في مثل هذه الحالات و الحالات المشابهة؟ أم أن دورهم سيكون كرجال الإطفاء في حالة ما قدر الله انتفض الشارع مثلما حدث مؤخراً قبيل عيد الأضحى أمام البريد المركزي وسط الجلفة أين اضطر المسؤولون تحت الضغط بتوفير الأموال التي جلبت في زمن قياسي ثم ما لبثت الأمور أن عادت لحالها المتأزم ...فهل ننتظر أحداث شغب كل مرة حتى يتحرك ولاة أمورنا و يعالجون المشاكل التي يتخبط فيها السكان . و يحق لنا أن نتساءل أين هم رجالات و أعيان الولاية (إن كان لها أعيان)، و لماذا تُفتقد السيولة في ولايتنا فقط، و هل أن طيبة سكانها هي التي خولت المسؤولين المحليين أو حتى المركزيين بأن تكون منطقتنا من آخر اهتماماتهم؟ أو بالأحرى مَن لهذه الولاية، و من يذودُ عن مواطنيها ؟