سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"الجلفة إنفو" في حوار مع الصحفي الشاب "طاهر حليس" المتوج بالمرتبة الثانية في جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف في طبعتها الخامسة تميّز من خلال أعماله التاريخية بالتلفزيون الجزائري
هو صحفي شاب تميّز وبرع في الحصص التاريخية بالتلفزيون الجزائري، اعلامي يجيد رسم ملامح الإبداع والتميّز في حضوره الأدبي وسلامة اللغة العربية، الإعلامي المسعدي الجلفاوي "طاهر حليس"، أحد الأسماء الشابة التي تميزت بالمؤسسة العمومية للتلفزيون الجزائري من خلال أعماله التاريخية، متحصل على عدة جوائز لبرامجه المتنوعة كان آخرها المرتبة الثانية في جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف عن عمله (مجموعة 22: شهادة ميلاد الثورة)... في ذكرى نوفمبر الخالدة، زارته "الجلفة إنفو" في بيت العائلة ببلدة سد الرحال وأجرت معه هذا الحوار الشيّق .. من هو طاهر حليس ؟ طاهر حليس من مواليد مدينة مسعد، حي قبر الصحبي، حي شعبي بمسعد ... درست الإبتدائي بابتدائية سي عبد القادر بن ابراهيم ثم انتقلت الى سد رحال أين أكملت المرحلة الابتدائية وعدت الى مسعد أين درست باكمالية بوعبدلي دحمان وبعدها مرحلة الثانوي بثانوية الرائد حاشي عبد الرحمان، أما مرحلة الجامعة فدرست بكلية العلوم السياسية والإعلام في بن عكنون، أين تحصلت على شهادة الليسانس. كيف كانت بداياتك مع الصحافة بوجه عام ؟ لما كنت في الجامعة، كانت لدي خواطر نشرتها في جريدة الأصيل، وبعض الكتابات بمجلة الجامعة وكذلك مساهمات ببعض المقالات الأدبية داخل النشاطات الثقافية بالجامعة، وبعد تحصلي على شهادة ليسانس كان لي شرف لقاء الصحافي البارز "محمد هلوب" الذي منحني فرصة العمل في مجلة مجلس الأمة، أين كانت تأتيني كتابات و مقالات قانونية لأعيد صياغتها وتصحيحها والتدقيق فيها ونشرها في مجلة المجلس، حيث كان عملي في الفترة ما بين سنتي 2003 و 2010 في هاته المجلة كصحفي متعاون، أما بداياتي مع التلفزيون الجزائري فكانت سنة 2010 كصحفي متربص لمدة 5 أشهر، ثم العمل في ميدان الريبورتاج. كيف ترى عمل القنوات الجزائرية العمومية و الخاصة؟ في الحقيقة التنوع الإعلامي الذي حدث مؤخرا هو اضافة للقنوات العمومية، القنوات العمومية لها طاقات كبيرة وتخرجت منها طاقات هي الآن في كبرى القنوات العربية أمثال الصحفي البارز مدني عامر ومراد شبين و غيرهما الكثير، اعلاميون كبار يديرون القنوات العربية والقنوات العالمية ك"البي بي سي" حيث الكثير تخرج من التلفزيون الجزائري، بالمقابل القنوات الخاصة كالشروق والبلاد والنهار فهي اضافة للإعلام الجزائري وخاصة الإعلام الجواري، فهي تنشط بكثرة لتكون اضافة للتلفزيون الجزائري والكل يكمّل الآخر... أرى أنها ميزة ومفخرة للجزائر أن تتواجد عدة قنوات في الساحة الإعلامية، وهذا هو التنافس الإعلامي الذي أتمنى ان شاء الله أن يمتاز بالمهنية و الموضوعية والاحترافية. ما هي أول حصة قدمتها بالتلفزيون الجزائري ؟ كان لي ركن اسمه "ذاكرة الستينية"، وهو برنامج أسبوعي كل يوم سبت لمدة نصف ساعة ابتداء من الساعة التاسعة صباحا، حول حدث تاريخي، وكان الركن على المباشر سنتي 2014 و 2015 لتزامن ذلك مع الذكرى 60 لإندلاع الثورة المجيدة. بالنسبة لأول روبورتاج هو مسجّل بعنوان "نافذة على القضاء"، والذي عملت فيه مدة سنتين و كان ينشطه الصحفي المعروف "عبد القادر قطشة". كيف كان أول ظهور تلفزيوني لك؟ و هل لك أن تذكر لنا أحد المواقف التي مرت بك خلال عملك ؟ طبعا الكاميرا لها هيبتها و لها مكانتها، ولا سيما عندما تكون على المباشر أو تنشط حصة ما، فهذا صعب جدا وخاصة لصحفي مبتدأ، أو قد تكون الأسئلة صعبة أو محرجة... فمثلا سجّلت مع مجاهد حضر معركة الكرمة وجريبيع بجبل بوكحيل، سجلت معه ساعة لكن الشريط الوثائقي تم بثه في 5 دقائق فقط! هناك مواقف محرجة للصحفي عندما يكون لديه ضيوف أكثر من الحجم الساعي الذي ينوي تقديمه في الحصة، فمثلا في حصة حول معركة الكرمة وجريبيع، وحين الشروع في التسجيل تواجد لدي حوالي 35 مجاهدا من عدة مناطق، مما صعّب من اجراء التسجيل لولا تدخل الأمين الولائي ضابط جيش التحرير "مخلط المختار" والذي اقترح مجاهدين من كل منطقة ليتم تسجيل الروبورتاج وفق المدة المحددة له سلفا. وأنت تقف بساحة معركة الكرمة وجريبيع بجبل بوكحيل، كيف كان احساسك وشعورك ؟ لما تقف بأرض مخضّبة بدماء الشهداء، هذه الأرض التي تمشي عليها ... تعرف بأن الدماء التي سالت من أجل الحرية و الإستقلال من أجل هذا الوطن لم نحافظ عليه ولم نصن أمانة الشهداء، و لم نعرف حتى الحوار بيننا ... الشريط الذي فزت فيه بالمرتبة الثانية في جائزة رئيس الجمهورية كان حول حوار مجموعة ال 22 التاريخية....و هو أن 22 شاب جاءوا من مختلف مناطق الوطن ، استطاعوا في يوم واحد أن يقرروا تفجير الثورة ليتم اختيار محمد بوضياف كمنسق واختاروا 5 ليمثلوا المناطق، أما نحن لم نعرف صيانة التاريخ وتقديمه وكيفية تسويقه والذي اعترف به العدو من حيث أن ثورة نوفمبر هي أكبر ثورة عرفها التاريخ المعاصر. و ما هو جديد أعمالك المستقبلية ؟ في المؤسسة التي أعمل بها ينادونني "الطاهر الوطني"، أنا متخصص في التاريخ حيث لدي أكثر من 5 اشرطة وثائقية طويلة كما عملت في الجانب الديني بالشريط الوثائقي حول حياة العلامة الشيخ "سي عبد القادر بن ابراهيم المسعدي" و الذي كان من أحسن الأعمال الوثائقية حول علماء الجزائر، لكن ميولي أكثر للتاريخ... قدمت برنامج في مدة 13 دقيقة بعنوان "ذاكرة المكان"، أردت أن أصل فيه عبر كامل التراب الوطني لنبرز فيه أماكن صنعت الثورة المجيدة، بما في ذلك تاريخنا إبان المقاومات الشعبية، لننفض الغبار عن أماكن المعتقلات والمحتشدات والتعذيب... أما بالنسبة لولاية الجلفة أنا بصدد تحضير عملين، اشتغل في الأول على المجاهد - نمر بوكحيل- قرمة بوجمعة، أما العمل الثاني حول حياة الشهيد "لطرش مصطفى" ابن المنطقة والذي استشهد في معركة الجزائر الكبرى. أين تكمن حلاوة التاريخ ؟ تكمن في العبرة في من صنعوه، فضائل الحوار ورجوعي للمجموعة ال 22 ... فرئيس اللجنة البروفيسور عبد السلام زاوي أخبرني بأن الخلفية التاريخية هي التي جعلتني أتوج بالجائزة الثانية... تاريخنا قوي ومتشعب، يجب علينا أن نستفيد منه. ما هي أهم العوائق التي قابلتك ؟ التنقل للمناطق... الكثير من المجاهدين تقدموا في السن وصعب عليهم التحدث، فالحوار يكون صعبا معهم... التدقيق التاريخي للمعلومة والتوثيق للمعلومات. هل للصحفي طاهر حليس قدوة اعلامية ؟ كانت اول حصة فضائية عربية من الجزائر سنة 1990، بُثت من التلفزيون الجزائري نشطها الإعلامي الكبير مدني عامر، أعتبره قدوة لي، استضاف حينها الشهيد ياسر عرفات والأمين العام للأمم المتحدة... فالتلفزيون الجزائري أعتبره مدرسة في المجال الإعلامي تخرّج منه الكثير من الصحفيين العرب. في رأيك، ما هي مقوّمات الصحفي الناجح ؟ من خبرتي البسيطة، أن يكون ذا طرح موضوعي من خلال السماع لكل الأطراف، فالصحفي ليس حكما ولا قاضيا ...لا بد أن يكون الصحفي ناقل لحدث معين، يسمع لكل الجهات ويترك للمشاهد بأن يكون هو القاضي والحكم... على الصحفي أن يتعلم كيف يحاور الآخرين. حدثنا عن جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف، ولمن تهدي تتويجك؟ هذه الطبعة الخامسة للجائزة المقررة بمرسوم رئاسي، وتشرف علي تنظيمها وزارة الإتصال، تعتبر أهم جائزة على المستوى الوطني، أنا فخور بنيلي الجائزة الثانية، حيث عرفت المسابقة مشاركة 61 عملا تلفزيونيا وأكثر من 10 قنوات تلفزية. تتويجي هو في الحقيقة مُهدى لكل سكان مسعد وخاصة الى كل من درّسوني من الإبتدائي الى الجامعة الذين لهم كل الفضل عليّ في مشواري الدراسي. ماهي أهم الجوائز المتحصل عليها ؟ جائزة موبيليس 2014 ، وهي الجائزة الأولى حول شريط وثائقي للشهيد سويداني بوجمعة، بالإضافة إلى جائزة أول نوفمبر 2016 حول معركة 48 ساعة بجبل بوكحيل، و أخيرا المرتبة الثانية في جائزة رئيس الجمهورية للصحفي المحترف طبعة 2019 . ماذا يقول الصحفي الشاب طاهر حليس لشباب اليوم ؟ اعتمادي كان على نفسي، أنا آمنت بالحلم، آمنت بأني سأصل الى مرتبة معيّنة مع انتمائي الى مدينة مسعد والى حي شعبي... انتمي الى سد رحال النائية... فعلى الشباب أن لا يفقدوا الأمل ويتوكلون على الله لتحقيق أهدافهم وخدمة مدينتهم وأهلهم. كلمة أخيرة ... الشكر الجزيل لجريدة "الجلفة إنفو"، هذا المنبر الإعلامي الكبير الذي استطاع أن يحقق نجاحا اعلاميا كبيرا، على اتاحة هذه الفرصة لي وأتقدم بتحياتي لكل سكان الجلفة التي أنتمي اليها ولمدينتي مسعد وسأعمل جاهدا لتمثيل ولايتي أحسن تمثيل واجراء الكثير من الحوارات الصحفية والأشرطة الوثائقية.